لشكر: موقعنا داخل الحكومة.. وإذا كانت هناك تقديرات أخرى سنحترمها

أفاد أن هناك من قام ب"جنازة رمزية" للحزب وأزعجته نتائجه

قال ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن موقع حزبه حسب نتيجة الانتخابات هو أن يكون جزءا من الفريق الحكومي لمرافقة المرحلة الجديدة لتنزيل مقتضيات النموذج الجديد، لافتا إلى أن إمكانيات التوافق كثيرة جدا ومتقاربة، خاصة أن الأحزاب الثلاثة الأخرى تنطلق مرجعيا من الوسط الاجتماعي.

وأضاف لشكر في أشغال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، اليوم الأحد،:” لكن الشكل يربط هذا الحضور بالعرض الذي سيقدمه رئيس الحكومة المكلفة، وطبعا هو له تقديراته، وإذا كانت تقديرات أخرى سنحترمها وسيكون موقعنا هو المعارضة”.

وزاد لشكر مبينا:”لن نختبئ خلف بعض الصيغ الملتبسة مثل المساندة النقدية، فأصحاب المساندة النقدية في بداية حكومة عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، انتقلوا بعد ذلك للمعارضة الهوجاء بعد أن كادوا يزجون بالبلد في انقسام مجتمعي بسبب مناهضتهم للخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، لولا حكمة الملك ويقظة القوى الديمقراطية”.

واعتبر لشكر أن الأغلبية تعني أن يكون الحزب جزءا من التدبير بكل ما يتطلبه الأمر من تفان وحرص على نظافة اليد وإنجاح عمل الحكومة، وحرص على الانسجام وتحمل المسؤولية الجماعية، والمعارضة تعني مرافقة المرحلة من بوابة الرقابة والمساءلة والنقد والتقويم.

وأعرب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي بالمشاركة غير المسبوقة التي سجلتها هذه الاستحقاقات الانتخابية لحوالي 9 ملايين مواطن مغربي، حيث تجاوزت نسبة المشاركة 50% على الصعيد الوطني، فيما تراوحت بين 58 و67% في الأقاليم الجنوبية، مما يؤشر على وعي المواطنين وتعبيرهم عن التلاحم الوطني في إفراز مؤسسات منتخبة قادرة على كسب الرهانات المطروحة، مشيرا أن هذه المشاركة المكثفة تمثل مكسبا كبيرا في المسار الديمقراطي.

وأوضح لشكر أن هذه التعبئة الحزبية الجماعية هي التي أدت إلى انبعاث جديد للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من خلال التقدم الذي حققه عن جدارة واستحقاق بحصوله على عدد مهم من الأصوات والمقاعد.

وقال لشكر:”حقق حزبنا في هذه الانتخابات مكسبا كبيرا بعودته إلى المربع المتصدر للمشهد الحزبي من خلال ارتقائه في عدد المقاعد بنسبة 70%، حيث انتقل من 20 مقعدا في استحقاقات 2016 واحتلاله للمرتبة السادسة إلى 34 مقعدا في الاستحقاقات الحالية واحتلاله للمرتبة الرابعة، وهي مرتبة متقدمة على المرتبة الخامسة التي احتلها الحزب في انتخابات 2011″.

وذكر القيادي الحزبي أن الأدوار الجديدة التي يتطلع إليها الاتحاد الاشتراكي في المرحلة القادمة محكومة بنفس المبدأ الأساسي الذي حكم مساره التاريخي والنضالي الطويل، وهو خدمة المصلحة العامة والوفاء للوطن، علما أنه ظل قوة اقتراحية، منخرطا في تفعيل مختلف التوجهات الملكية في ما يتعلق بالمشاريع المهيكلة الكبرى والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية العميقة.

وأفاد لشكر أن الخمس سنوات من عمر الحكومة المقبلة ستكون حاسمة في مستقبل الحزب، في سعيه لاستعادة المبادرة كاملة في أفق أن يتبوأ مركز الصدارة انتخابيا مستقبلا.

وأضاف لشكر:”هذه القوة السياسية مازلت أعتقد أنها أكبر من وزن الحزب الانتخابي، طبعا أنا مثلكم سعيد بنتائج الانتخابات، رغم كل الملاحظات في هذه المنطقة أو تلك، سعيد أننا عدنا من بعيد قياسا بنتائج الانتخابات منذ 2007، واستطعنا الرد على كل الأصوات والكتابات التي كانت تقول بنهاية الاتحاد الاشتراكي، بل إن البعض وصلت به الوقاحة لتنظيم جنازة رمزية للحزب، ليستفيق على طقس عزاء قريب من بيته، لا شماتة. ولكن رغم كل هذا، مازلت ككاتب أول للحزب أعتبر أن هناك أمورا كثيرة علينا إنجازها، وتحديات كثيرة ستواجهنا، وأن هناك من أزعجته نتائجنا، وسيعمل ما وسعه الجهد لمحاصرتنا”.

وذكر لشكر أن هناك حربا شرسة وغير أخلاقية شنت ضد حزبه، ومن اتجاهات متناقضة كانت متوحدة في هدف هزمه، وتحويله إلى حزب صغير، وهو ما دفع مناضليه لتحصينه والدفاع عن وزنه السياسي، وعن استمرارية التعبير الاتحادي في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى