بوريطة: الجزائر برهنت أنها الطرف الحقيقي في النزاع حول الصحراء المغربية

أكد على مبادرة الحل الذاتي كحل وحيد

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن ميزة هذا التصعيد الجزائري المتمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، هو أن الجزائر، اليوم، برهنت على أنها الطرف الحقيقي في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.

وأفاد بوريطة، في حديث مع القناة الإخبارية “فرانس-24” وإذاعة “إر إف إ”، على هامش مشاركته بأديس أبابا في القمة ال35 للاتحاد الإفريقي، أن الجزائر اتخذت مواقف أحادية الجانب، وذلك من حقها، وكان اختيار الملك محمد السادس عدم التصعيد، أو حتى الرد على هذه القرارات الأحادية.

وزاد مبينا:”وهذا سيكون هو موقفنا دائما، الجزائر أفرطت، وما هو مفرط لا يعتد به، لكن مواقف المغرب واضحة”.

وردا على سؤال حول إمكانية المواجهة العسكرية مع الجزائر، قال الوزير””المغرب ليس في حالة تصعيد. المغرب لا يهين المستقبل. والمغرب يعتقد أننا لا نغير الجغرافيا أبدا”، مستحضرا النهج الملكي المتمثل في “عدم التصعيد والتركيز على ما يوحدنا وليس على ما يفرقنا”.

وسجل بوريطة أن هناك رغبة في إيجاد حل في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي ولا شيء غير مبادرة الحكم الذاتي المغربية، والإطار هو موائد مستديرة بمشاركة الطرف الحقيقي في هذا النزاع الإقليمي.

وجدد التأكيد على أن “المغرب الموجود في أراضيه وهو في حالة دفاع عن النفس لم يسع قط إلى المواجهة، علما أنه يؤيد حلا في إطار الأمم المتحدة وفي إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، في التزام المملكة بقرارات الأمم المتحدة.

وأضاف بوريطة “هم الذين رفضوا قرارات مجلس الأمن، ليس المغرب. وليس المغرب هو الذي أصدر بيانا صحفيا في أكتوبر ليقول إنني أرفض القرار الذي اتخذه مجلس الأمن. إنه هذا البلد (الجزائر)، الذي رفض رسميا رغبة المجتمع الدولي، يتعين ألا نضع الجزائر والمغرب على قدم المساواة. المغرب يقبل بقرار مجلس الأمن، بينما الجزائر ترفضه. المغرب مرتاح. المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء لديه تفويض، لديه إطار للعمل، هو نفسه يقول إنه يشتغل في إطار موائد مستديرة، وإذا كانت الجزائر لا تريد ذلك فهذه مشكلتها”.

وحول الملف الليبي، قال بوريطة، “هناك تصور أوروبي موحد يجعل من الانتخابات، (التي كان من المقرر إجراؤها في 24 دجنبر، لكنها لم تنظم)، الحل السحري لكل المشاكل. والسياق الليبي هو سياق خاص. الهدف هو تسوية القضية في إطار من الشرعية، ولكن دون فقدان الاستقرار في ليبيا، ولهذا هناك حاجة إلى هذا التوازن: كيف نمضي قدما نحو هذه الانتخابات ولكن دون خلق فوضى، وكان مسعى المغرب دائما مسعى واقعيا وعمليا يحمل أولا الفاعلين الليبيين المسؤولية”.

وأفاد المسؤول الحكومي بإمكانية تنظيم جميع المؤتمرات الدولية في أوروبا وغيرها ووضع وصفات، متسائلا: لكن هل هذه الوصفات تتكيف مع السياق الليبي، هذا هو الإشكال الحقيقي”.

وأوضح بوريطة المغرب ضد إحداث فراغ في ليبيا من خلال تهميش المؤسسات”.

وأضاف الوزير: “في الوقت الراهن تبقى الانتخابات هدفا في ليبيا، والمغرب يؤمن بذلك، لكنها ليست غاية في حد ذاتها، لأن الأهم أن يستعيد هذا البلد استقراره، ويستعيد دوره لأنه بالنسبة للمغرب، كما أكد جلالة الملك “ليبيا ليست دولة مجاورة جغرافيا، لكنها قريبة جدا : “استقرارها يؤثر علينا ولكن عدم استقرارها يؤثر علينا أيضا، والروابط بين البلدين مهمة جدا وعريقة جدا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى