المغرب وإسرائيل يوقعان مذكرة تفاهم في مجال الدفاع
بتعليمات ملكية، استقبل عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والجنرال دوكوردارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، اليوم الأربعاء بالرباط، نائب رئيس الوزارء، وزير دفاع دولة إسرائيل، بنيامين غانتز، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب من 23 إلى 25 نوفمبر الحالي.
وعقب هذا اللقاء، وقع الوزيران على مذكرة تفاهم في مجال الدفاع، تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا، والتكوين، وكذا التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.
وتقضي اتفاقية التعاون بعقد صفقات أمنية وبيع معدات عسكرية وأمنية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وفقا لما ذكره غانتس عبر حسابه ب”تويتر”.
ووصف غانتس الاتفاق بأنه أمر مهم جدا، سيمكن من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب.
ويرسم هذا الاتفاق التعاون الأمني بين البلدين بمختلف أشكاله، في مواجهة التهديدات والتحديات التي ترعفها المنطقة.
وسيتيح المغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
وبهذه المناسبة، أشاد الوزيران بالتقدم المحرز في مجال الدفاع بإبرام اتفاق يتعلق بحماية المعلومات في مجال الدفاع ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأمن السيبراني.
كما تباحث الوزيران حول قضايا ذات طابع ثنائي وإقليمي. وفي هذا الإطار، أبرز الجانبان الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين والتعلق المتين لأفراد الطائفة اليهودية بالمغرب واليهود المغاربة في إسرائيل وفي شتى بقاع العالم بجلالة الملك، والتي تمكنهما من العمل على النهوض بالسلم وتعزيز الاستقرار بالشرق الأوسط.
وفي اليوم نفسه، استقبل الجنرال دوكوردارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، غانتز على رأس وفد هام، بحضور مسؤولين عسكريين سامين من القوات المسلحة الملكية.
ونوه المسؤولان خلال جلسة العمل بدينامية التعاون بين البلدين، الذي يعود بالنفع على الجانبين ويبشر بتعاون واعد على مستوى تبادل الخبرات، ولاسيما في مجالات التكوين وتعزيز قدرات الدفاع ونقل التكنولوجيا.
وتوجه غانتس لاحقا إلى ضريح محمد الخامس بالرباط، مع الوفد المرافق له، للترحم عليه وعلى الملك الراحل الحسن الثاني.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي على الدفتر الذهبي للضريح:”نرجو مباركتهما ونتطلع معا إلى مستقبلنا المشترك، في وقت تتعمق فيه الروابط بين شعبينا وتتوحد امتدادا لرسم رؤية مشتركة للسلام”.
وعشية وصول غانتس إلى الرباط، جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، والمغرب، ناصر بوريطة، خلال لقائهما الاثنين بواشنطن، التأكيد على أهمية التعميق المستمر للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وتندرج هذه الزيارة في إطار علاقات التعاون بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، التي سجلت تقدما ملموسا منذ التوقيع، تحت رئاسة جلالة الملك، نصره الله، الإعلان الثلاثي (المغرب-إسرائيل-الولايات المتحدة الأمريكية) في ديسمبر 2020، والذي توج باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية.
كما تأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في أغسطس الماضي قطع علاقاتها مع الرباط بسبب”أعمال عدائية”، وهو ما اعتبرته المملكة مبررات زائفة، إلى جانب تكثيف”البوليساريو” الجمعة الماضي لعملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء المغربية.