ابن كيران: تجاوزنا”انتكاسة” الانتخابات نفسيا..ونجاح أحزاب بين عشية وضحاها”غير مفهوم”

انتقد استقطاب مسؤولين غير معروفين سابقا لأقاربهم لشغل مناصب

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن هناك ارتياحا نسبيا وأملا حول وضعية الحزب أكده المؤتمر الوطني الأخير ومخرجاته، ليتبين أنه تجاوز انتكاسات الانتخابات من الناحية النفسية، وذلك من خلا الحماس الذي يبديه أعضاؤه، وهو أمر يفرض الشكر لله وتجديد النيات والعزائم.

وأضاف ابن كيران، في كلمة له، في أول اجتماع للجنة الوطنية بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب، مساء السبت،:”رجع لي الاطمئنان للحزب من خلال ثلاث خلاصات، رغم أن نتائجه في الانتخابات الأخيرة كانت قاسية وصعبة وأحدثت نكسة، لكن يبدو أنه استطاع أن يتصرف بطريقة راقية من خلال تحمل القيادة السابقة لمسؤولية وتقديمها لاستقالتها، وما تبعه من تحديد المؤتمر الاستثنائي وعقده في هذه الظروف، حيث مر بسلام وبقينا موحدين كحزب سياسي باحترام الرموز واختيار قيادة جديدة، لتنطلق مسيرة الحزب، كما اتضح لي أن الإخوان في العموم يتكلمون عن جهاتهم بتناول وضع لا بأس به، فضلا عن انعقاد هذه الهيئات الموازية”.

وزاد متسائلا:”هل يستطيع الحزب إخراج تصور جديد بحقه وحق كافة الأحزاب السياسية، ليس فقط بعد خروج النتائج، فمن الضروري وجود اطمئنان بشأنها ومدى الحصول عليها عن استحقاق، شخصيا، مستعد لتقبل خسارة حزبي، علما أن  نجاح أحزاب أخرى بين عشية وضحاها من 300 ألف صوت إلى 3 ملايين، شيء لم أفهمه وليس هدفي الطعن في الانتخابات، بل فقط محاولة استيعاب هذا الأمر غير المفهوم”.

وقال ابن كيران:”نحن حزب سياسي مسؤول، لم أقم بتحالف أو تواطؤ مع شخص ما، أشرت سابقا إلى أنني لم أعد أطيق التعامل مع شخصين فقط، ولكن هذا الأمر لا علاقة له بعموم الإخوان، ولن ننس فضلهم، نحن لا نتنكر لبعضنا، لكننا أبناء اليوم. والحزب سيستمر وعليه الحفاظ على هذه الروح ولن نقوم بحوار داخلي للتراشق بيننا، سنخوض معارك ضد الفساد والاستبداد وهي كفيلة بإرجاع الأمور لنصابها، لسنا مجموعة أشخاص متنازعين على شيء ما نظري ومادي، بل حزبنا يمثل فكرة أعطت الدروس إلى حد الآن، خاصة أنه لم يجر اتهام شخص منا بقضية معينة، باستثناء طرف واحد في قضية بئيسة نسيت”.

وسجل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مسؤولية حزبه الذاتية في الخسارة فضلا عن مشاركة خصومه في الإطاحة به، والعمل على اقتناص المصالح، منتقدا قيام مسؤولين مباشرة بعد تنصيبهم بناء على الانتخابات الأخيرة بجلب مقربين لهم لشغل مناصب مهمة، وهو ما يدفع المغاربة للشعور بالخجل من هذه التصرفات غير المسؤولة.

وقال ابن كيران:”نحن لسنا إخوانا مسلمين، نحن جماعة نشأنا لوحدنا وكونا أنفسنا، لم نكن نعترف بالدولة والانتخابات، لكن غيرنا موقفنا في وقت سابق، وولجنا السياسة باعتبارها واجبا للمساهمة في إنقاذ بلدنا، علما أن هذا المجال أصبح مهددا بالزوال لأن الفساد أضحى مستشريا فيه، وغلب أصحاب المصالح أصحاب الأفكار، لكن الحزب أثبت أنه لا يزال من أصحاب العقول والمبادئ والأفكار وإن كان فيه بعض أصحاب الشهوات فإنهم لم يفسدوا عامته”.

وعن خسارة حزبه في الاستحقاقات الانتخابية، قال ابن كيران:”هذه ليست هزيمة، “داروا غير بريكول”، من الضروري يوما ما أن نقف بثبات كدولة، صحيح أننا انتقلنا من وضعية لأخرى، ذلك لا يعني أننا كنا أقوياء في الوضعية القديمة بل ضعفاء، لكن من يحملون المبادئ الكبرى ينتصرون رغم ضعفهم”، مشيرا إلى أن هذه النتائج كانت مفاجئة بجلبها ل”مخلوقات” غير معروفة ولم يسمع عنها من قبل، أصبحت رؤساء مدن وتقلدت مسؤوليات.

وأفاد القيادي الحزبي أن المملكة ليست بحاجة لحزب يواليها في كل ما تفعل بل لأحزاب تناصرها وتعارضها وتنصح لها حينما يكون ذلك واجبا وإلا ستصبح في ديكتاتورية وديمقراطية مزيفة.

وأكد ابن كيران أن الحزب لن يغير قناعاته الاستراتيجية والتمسك بالمرجعية الإسلامية مع الاجتهاد والتجديد، وهذا لا يعني قبولنا بالمثلية والعلاقات الرضائية.

وأوضح ابن كيران أن علاقات”العدالة والتنمية” مع الدولة جيدة وطيبة، اختلف معها وتراجع وصحح مساره والدولة كذلك وهذه هي الحياة الطبيعية، وهو ما حدث مع أحزاب أخرى، قائلا:” لأن دولتنا ليست ديكتاتورية، حكامها يحكمون بالمشروعية، الملك رئيس دولة جاء بالتاريخ والدين والبيعة والدستور، وهذه المنهجيات تشكل المشروعية الأصلية التي تقوم عليها الملكية المغربية ونحن من أشد المتشبثين بها وعلينا أن نتطور مع ملوكنا في الاتجاه الإيجابي. فديمقراطيتنا مؤطرة بتاريخ ومنطق وعلاقات بين الشعب المغربي وملوكه”.

وسجل ابن كيران ضرورة معاينة الحالة النفسية للحزب قبل انعقاد مؤتمره العادي، وكذا إعادة بناء نفسه بعد الضربة التي تلقاها، والتي لم تكن سهلة، لافتا أن المصلحة تكمن في التئام الجميع حول مشروع الحزب الأول والمساهمة في إصلاح الشأن العام.

وجدد الأمين العام للحزب موقفه المساند والداعم للقضية الفلسطينية التي ليست بالنسبة إليه سياسية بل عقائدية، فالشريعة تفرض الوقوف بجانب الفلسطينيين، قبل أن يستدرك قائلا:” لكن ذلك لا يعني أننا سندين دولتنا في المقابل، وأقول للإخوان في المشرق أنتم مخطؤون حينما تدينونها، فاحترام المملكة وتاريخها واجب، ومواقف المغرب واضحة في هذا النطاق، كأكثر دولة مساندة وداعمة، وهو ما جعله في وقت ما يقر ضريبة على التدخين والسينما لفائدة منظمة التحرير الفلسطينية، وملوكنا لم يغيروا موقفهم كما أن الملك محمد السادس يؤكد دائما وقوفه إلى جانب الفلسطينيين”.

وبشأن العداء الذي يكنه النظام الجزائري للمغرب، أفاد ابن كيران بتحرش هذا النظام بالمملكة منذ أكثر من 40 سنة، وتوظيف أموال البترول للإضرار بها، ثم إقفال الحدود وتلويحه بالحرب ضدها أخيرا.

وأضاف ابن كيران:” أنصح الناس القيمين على الجيش الجزائري أن يرجعوا لله، المغرب ليس دولة سهلة و”ذنوبه ماشي ساهلين”، إذا كانت هناك حرب فنحن مع ملكنا وبلادنا، وإذا قمتم بإقحام المنطقة في أزمة، ستكون أسوأ العواقب على الشعبين والبلدين والمنطقة بكاملها، ولن تربحوا هذه الحرب ان شاء الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى