“صحراء ميديا المغرب” يسلط الضوء على التحقيق في ملف”النقط مقابل الجنس”

أكدت نتائج التحقيق القضائي الذي باشرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ضلوع الأساتذة الجامعيين المعنيين بـ”فضيحة الجنس مقابل النقط” في جرائم الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف، وإساءة استعمال الوظيفة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد، واستخدام مختلف أشكال الإكراه لإجبار الطالبات على الرضوخ لنزواتهم الجنسية.

وأفاد محضر القضية، حصل”صحراء ميديا المغرب”، على نسخة منه، بالاشتباه في أساتذة يدرسون في جامعة الحسن الأول بسطات في الاستغلال الجنسي للطالبات مقابل وعد بحصولهن على نقط جيدة في الامتحان، وذلك من خلال إجراء تحريات ميدانية.

وأسفرت نتيجة البحث التقني الذي أجرته مصلحة الاستعلام الجنائي ودعم الأبحاث المتعلقة بالمشتبه فيه عن إجراء الأستاذ (م.خ) المعني بالقضية 103 مكالمات هاتفية بينه وبين الطالبة (س.ح)، و132 مكالمة هاتفية بينه والطالبة (ص.ح) خلال ساعات متأخرة من الليل، و295 مكالمة هاتفية بينه وبين والدتيهما (ن.ز)، و695 مكالمة هاتفية بينه وصديقه (ح.ص).

وقادت هذه الأبحاث إلى العثور على شريط مصور، يضم 12 مقطعا، يوثق لمقاطع جنسية شاذة داخل إحدى الشقق بين الأستاذ (م.م) والطالبة (م.ن.إ)، جرى تصويرها خلسة، فيما ثبت تورط بعض الأساتذة في جرائم الاتجار بالبشر، وهو ما صرحت به بعض الطالبات ممن يشتبه في كونهن كن ضحية لمحاولة الاستغلال الجنسي من طرف الأستاذين (ع.م) و(م.ب).

وبينت صور وتسريبات بين الأساتذة والطالبات عبر تطبيق”وتساب” ضلوع (م.خ) في إجراء محادثات جنسية ساخنة مع (س.ح)، مبديا رغبته في القيام بممارسات جنسية شاذة مع بعض الطالبات وذويهن مقابل التوسط لهن في الحصول على نقط جيدة في الامتحانات، ذلك أن الطالبة المعنية صرحت باستغلال أستاذها لصفته الجامعية من أجل التأثير عليها، حيث كان يتواصل معها في ساعات متأخرة من الليل، ويطلب منها إمكانية ممارسة الجنس معه بشكل شاذ، وهو ما اضطرها لمسايرته بحكم نفوذه القوي في الجامعة، مخافة التأثير على مسارها التعليمي، فضلا عن كونها كانت تسعى إلى الحصول على نقط جيدة في الامتحانات.

وذكرت (س.ح) أن الأستاذ المذكور كان يرسل لها فيديوهات إباحية ويطلب منها ممارسة الجنس مع شقيقتها أيضا ووالدتهما، بهدف التوسط لدى الأساتذة في الكلية للحصول على نقط جيدة في الامتحانات.

في غضون ذلك، صرحت الطالبة (ص.ح)، التي كانت موضوع 132 مكالمة هاتفية أجريت بينها وبين الأستاذ خلال ساعات متأخرة من الليل في أغلب الأوقات، أن هذه المكالمات بعيدة عن أي استغلال جنسي.

وقالت الطالبة المعنية إنه“خلال مسارها الجامعي بكلية الحقوق في سطات سبق لها أن درست مادة النشاط الإداري بالأسدس الثالث من سلك الإجازة لدى الأستاذ المعني، وذلك بحكم انتمائهما سويا لمنطقة أبي الجعد، فضلا عن كونه صديقا لعائلتها”.

من جهتها، نفت الطالبة الثانية (ز.ح)، التي ورد اسمها في المحادثات الجنسية عبر تطبيق “واتساب”، علمها بظروف وملابسات إجراء هذه المحادثات إلا بعد نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن شقيقتها لم يسبق أن فاتحتها في الموضوع، أو تعرضت لأي تحرش أو استغلال جنسي من طرف أستاذه المباشر في مادة القانون الإداري.

من جانبها، قالت الطالبة (و.ل)، موضوع المحادثة الجنسية الساخنة عبر “واتساب”، إن علاقتها بالأستاذ كانت عادية، غير أنه ما لبث أن استغل صفته الجامعية من أجل إشباع رغباته الجنسية الشاذة، حيث صار يراودها عن نفسها، ويطلب منها في ساعات متأخرة من الليل إمكانية ممارسة الجنس معه مقابل التوسط لها في إنجاح مسارها الجامعي، وهو الأمر الذي اضطرت إلى مسايرته كذبا بحكم نفوذه القوي بالجامعة ومخافة التأثير على مستقبلها التعليمي.

فيما سجلت الطالبة (ا.م) أن علاقتها مع الأستاذ تعود إلى سنوات خلت بحكم انتمائهما سويا لمنطقة أبي الجعد، فضلا عن كونه صديقا لعائلتها منذ ما يزيد عن 30 سنة، وهو ما دفعها لتطلب منه التدخل لدى بعض الأساتذة خلال الدورة الاستدراكية بسبب عدم حصولها على نقط إيجابية، نافية أن يكون ذلك قد حصل في مقابل استغلالها جنسيا.

وخلص بحث إداري أجرته لجنة من المفتشية العامة لوزارة التعليم داخل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في سطات إلى وجود خلل في تدبير بحوث نهاية الدراسة، وسخاء في منح نقاط بحوث نهاية الدراسة، ووجود معاملة تفضيلية للطالبات المنحدرات من مدينة أبي الجعد، خصوصا الواردة أسماؤهن في القضية، وقيام الأستاذ بدور الوسيط بين الطالبات وبعض الأساتذة من أجل مراجعة النقط الممنوحة في الامتحانات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى