نشطاء يدعون لمقاطعة “بسكويت” بسبب”الحب”

خلفت عبارات حب جرى تدوينها على غلاف”بسكويت” ضجة كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، والتي ارتأت الشركة المصنعة وضعها تزامنا مع الاحتفال بعيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة.
واختارت الشركة وضع عبارات من قبيل”كنبغيك”،”منقدرش نعيش بلا بيك”، وهو ما اعتبره البعض إخلالا بالأخلاق، علما أن أغلب من يقتني البسكويت بمختلف أنواعه واشكاله من الأطفال والمراهقين.
وزادت حدة الجدل خاصة بعدما قام أحد الباعة بحظر بيع البسكويت، حيث اكتفى بتركه في علبته، كاتبا”ليس للبيع، يحتوي على عبارات خادشة”.
على صعيد ذي صلة، اعتبر نشطاء آخرون الأمر عاديا لا يستدعي كل اللغط المثار حوله، لكون الشركة اختارت التسويق لمنتجها بطريقة معينة، للفت الانتباه وليس المساس بالأخلاق والذوق العام.
وقال مصطفى المودن، رجل تعليم سابق، في تدوينة ب”فيسبوك”:”بسبب عبارة حب ومودة من قبيل”كنبغيك”، على غلاف حلوى للصغار، هناك من أطلق حملة لمقاطعة هذه المواد بل حتى صاحب المحل تحول من بائع إلى صاحب إيديولوجيا ضد الحب، بدعوى أن ذلك يدعو للفسق، وتناسلت بعد دلك صور للأغلفة بالفوتوشوب عليها جمل متناقضة، فاختلط الحابل بالنابل”.
من جهتها، قالت الشاعرة المغربية، فريدة العاطفي:” يبدو أن شركة البسكويت بالمغرب المسماة بيمو، اختارت أن تكتب على ورق البسكويت كلمة ” كنبغيك” يعني احبك بالدارجة المغربية ، فما كان من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن قرروا بدأ حملة مقاطعة للبسكويت بحجة أن الكلمة خادشة للحياء العام ، ويبدو أن الاحتجاج على كلمة أحبك على ورق البسكويت بدأ من بائع لهذه الحلوى، وهذا يعبر على درجة المشاكل التي لدى بعض الناس مع الحب… و بهذا ينتقل الصراع بين الحداثيين والسلفيين بالمغرب إلى أوراق الحلوى”.
واعتبر آخرون أن الحلوى المخصصة للأطفال يجب أن تتضمن أغلفتها معلومات وعمليات حسابية وأمثال وحكم مناسبة لسنهم وأناشيد بلغة سليمة، أما عبارات ك”كنبغيك”و”توحشتك” فلا تستجيب لحاجيات الأجيال الناشئة خاصة أنها بلغة محكية شفوية دارجة مجالها الشفوي لا المكتوب.
فيما عزا ناشطون المسألة إلى ما وصفوه بتمويه المواطنين عن مشاكلهم الحقيقية كالبطالة وارتفاع الأسعار والسكن والصحة والتعليم وغيرها من القضايا الأساسية التي تؤرق بالهم.
وسجل البعض أن المشكلة لا تكمن في الحب كعاطفة إنسانية بل في طريقة التعريف به وتنمية الحس العاطفي لدى ناشئة تلزمها برامج تثقيفية هادفة، معتبرين أن الطريقة التي اتبعتها الشركة تجارية بخسة ومبتذلة تسيء إلى العواطف وتلعب على إثارة الغرائز خاصة لدى أطفال غير مؤهلين لا سنا ولا تربية لفهم الموضوع.