ابن كيران: الحملة ضد أخنوش”غريبة”..وإقصاء”اللغة العربية” خطأ فادح ارتكبناه
أعلن عن تأدية 5 آلاف درهم شهريا كمساهمة لدعم حزبه

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن المطالبة برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش بعد حوالي 5 أشهر من توليه المنصب أمر”غريب”، علما أن هذه الحكومة كسابقتها تتعرض في أولها لانتقادات لم يفهمها.
وأضاف ابن كيران، اليوم السبت، في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للحزب، في بوزنيقة،:”نفس الصحفيين الذين كانوا يتعاملون معه على أنه البديل المنتظر انقلبوا عليه الآن، سياسة بلادي أحاول فهمها لأنها ليست سهلة، ولا تدري من وراء كل ذلك”.
وأوضح ابن كيران أنه لا يعرف لحد الساعة من المسؤول عن حملة المقاطعة والتي كان يتفهمها، مسجلا أن أخنوش كان يفكر في الهجرة بسببها، لتنقلب الأمور بعد عشية وضحاها، حيث أصبح الكل يقوم بالتطبيل ليكون رئيسا للحكومة، ليتغير السياق بعد مرور شهر.
وانتقد القيادي الحزبي عدم قيام الحكومة الحالية بأمور جيدة تحسب لها، في إشارة إلى تسقيف سن التعليم في حدود 30 سنة، وسحب قوانين رمزية كقانون محاربة الإثراء غير المشروع الذي كان يعتبره الرميد إنجاز حياته في الحكومة السابقة، إلى جانب سحب قانون التغطية الصحية للوالدين.
وزاد متسائلا:”ألا يخجل هؤلاء المسؤولين مما يقومون به، أليس لديهم من يحاسبهم”.
واعتبر ابن كيران أن المطالبة برحيل أخنوش تمت بتحريض جهات نافدة ووجوه تظهر أنها رسمية تطالب الناس بالخروج والاحتجاج ضده.
وقال ابن كيران:” لدينا موقف من أخنوش، وأنا أقسى شخص تكلم عليه خاصة قبل الانتخابات لما اعتبرته مصلحته ومصلحة بلدي، كنت أقدره وطلبت من الملك أن يأتي به من فرنسا ليبقى وزيرا للفلاحة، ولكن اسمحوا لي أيها المغاربة، فأنا لا أفهم موافقتكم على المطالب السابقة، التي قد تكون تصفية حسابات وربما تكون مؤامرات وأنا لا أريد أن يقع هذا الأمر في بلادي”.
ووجه ابن كيران أصابع الاتها لما أسماه ب”صحافة الكذابين”وبعض الكراكيز والدمى المتحركة التي تخرج بين الفينة والأخرى وتقوم ب”البوز” في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعزا ابن كيران غلاء الأسعار لأسباب خارجة عن إرادة الحكومة وأيضا تقصير من طرفها في إجراءات لم تقم بها، مشيرا إلى أن المغرب لم يسجل ارتباك أي ولاية حكومية منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش باستثناء حكومة عباس الفاسي.
وأضاف مبينا:” أي إشارة سنعطي لو غادر أخنوش رئاسة الحكومة بعد خمسة أشهر، كدولة مستقرة لديها تقاليد. إذا تبين بعد مدة معقولة على الأقل سنة أنه عاجز وفاشل، سيعلن الملك ساعتها تنظيم انتخابات جديدة، ولكن اصبروا، فهذه هي الديمقراطية، أن تعاد الانتخابات في الوقت المناسب”.
وسجل ابن كيران طرح أسئلة كثيرة بعد النتائج الانتخابية على مستوى ديمقراطية حزبه الداخلية حتى لا يقال أن الأحزاب السياسية أصبحت دكاكين انتخابية.
وأشاد ابن كيران بالمواقف والأداء المشرف في تدبير الشأن المحلي في حزب العدالة والتنمية الذي وجدته البلاد في وقت الشدة، مسجلا استغرابه من حصوله على مراتب متأخرة وهو الذي كان يحتل المرتبة الأولى قبلا ويسير عددا من المدن خلال خمس سنوات ولا شيء يخدش في نزاهة أعضائه.
وأضاف ابن كيران:”حزب وجدته البلاد في 20 فبراير حينما طرحت الأسئلة الكبرى، إذ اتخذ موقفا قاسيا وصعبا عرضه لخطر الانقسام حينما رفض الخروج للشارع وأصر على الإصلاح في حدود المؤسسات والمؤسسة الملكية وساهم في الحفاظ على استقرار البلد وهو ما اعترفت له به الدولة المغربية حينما نال 107 مقعدا في البرلمان وجنب البلاد الوقوع في أزمة، وبالتالي فمكانه الطبيعي احتلال المرتبة الثانية أو حتى الرابعة وليس الثامن، في حملة انتخابية بدت كالعرس لما شملته من ولائم فضلا عن توظيف الأموال والتبشير بالحزب الذي أرادته السلطة”.
واعتبر ابن كيران أن حزبه ساذج رغم علمه بتدخل الدولة الذي كان ولا يزال مند أول انتخابات في المغرب، ليظل حزبا واعيا بالتدخل المسجل وعدم الاكتفاء فقط بالمعاينة، وهو ما دفعه لولوج الحياة السياسية للمساهمة في الإصلاح.
وذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بضرورة الاستمرار في العمل الحزبي والسياسي وعدم الانسحاب والوقوف ضد الفساد، وإلا سيرتد الأمر على المجتمع وهو ما لا يقبله الدين والعقل.
وقال ابن كيران:”فرق كبير بين الحزب الذي تسلمه الإخوان في 2017 والحزب في 2021 المشكل الكبير حاليا يكمن في الحالة النفسية للأعضاء في الحزب ومكانته الاعتبارية في المجتمع والدولة، حيث أنه لا يمكن أن يستمع له للناس كما كانوا يفعلون من قبل حتى لو كان أمينه العام ابن كيران”.
وسجل ابن كيران استمرار تداعيات البلوكاج الذي قام به أخنوش في وقت سابق والذي لم يكن له مبرر منطقي، وبالتالي عرقلة الاستقرار في ظروف عادية.
وأكد ابن كيران أن من أكبر الأعمال التي تحسب لحزبه هو دعم الأرامل، مما يفرض الاستمرار في الاعتزاز بمساره دون إنكار أخطائه، والمتمثلة أساسا في موقفه من اللغة العربية الذي كان خاطئا.
وقال القيادي الحزبي:”هناك أيضا التطبيع لكننا تفهمناه وقانون القنب الهندي والقاسم الانتخابي بناء على عدد المسجلين كانا أيضا خاطئين، فالعثماني كان عليه الذهاب للبرلمان والاحتكام للمادة 103، مشكلتنا إذن ليست تمرير قانون بل أن نكون مسؤولين عليه”.
واعتبر ابن كيران أن العثماني كان عفيفا ولبيبا رغم وجود مخلوقات لا تطاق في حكومته، لكنه كان يمتص السلبيات، مع وجود أخطاء وقعت فيها حكومته تظل ثابتة وعلى الحزب معالجتها بالشجاعة والجرأة اللازمة.
وقال ابن كيران:”اللغة العربية أكبر من الكيف والتطبيع، فقد نقصت حاليا مدة تدريسها بالثلث مقابل الثلثين للفرنسية، وهو ما يندر بالسوء، هي مؤامرات طويلة المدى لتغيير الشعوب تطال الأطفال بشكل مباشر، فاللغة العربية هي مفتاح الإسلام ومن المقدسات والملك الراحل الحسن الثاني كان واعيا بالأمر. هو خطأ فادح ارتكبه العدالة والتنمية، وشخصيا، كنت سأغادر الحزب لولا طلب بعض الأعضاء، لأن الحزب لم يعد يعتبر إسلاميا لكونه تخلى عن اللغة العربية، وبالتالي لم يعد صالحا بالنسبة لي أنا على الأقل”.
ودعا ابن كيران إلى ضرورة الدفاع عن الملكية الدستورية وليس البرلمانية لأن المغرب يختلف عن بريطانيا، باحترام ما يوجد في الدستور حقيقة وللملك واسع النظر.
وأدان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ردود فعل المشارقة بعد استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وزاد مبينا:”عليهم احترام المغرب وملوكه وتفهم الظرفية التي حكمت الأمر، القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين، والمغرب لطالما دعمها. مستحيل أن ندخل في مؤامرة وأن يلعب بنا الاستعمار هم إخواننا وينوبون عنا في الدفاع عن المقدسات ولم نطعنهم في الظهر بل جدد الملك محمد السادس موقفه الداعم من القضية الفلسطينية والذي لم يتغير”.
وطلب ابن كيران من أعضاء حزبه المساهمة شهريا بسبب الأزمة المالية للحزب، كاشفا أنه بدأ فعليا بإرسال 5 آلاف درهم مع أعضاء آخرين على أمل أن يلتحق بقية المناضلين بهدف تخصيص الأموال للانتخابات المقبلة، مستحضرا وضعية الحزب الحالية.