بلينكن: المغرب شريك أساسي للولايات المتحدة

قال أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إن المغرب هو أولا وقبل كل شيء يمثل شراكة أساسية بالنسبة للولايات المتحدة، علما أنها ممتدة في الزمن لفترة طويلة وليست حديثة العهد.

وأضاف بلينكن، في حوار تلفزيونين بثته أمس الثلاثاء، قناة ميدي 1 تيفي:”من المهم بالنسبة لنا أن نتعامل بوضوح مع مختلف القضايا على أساس ثنائي. نحن نعمل معًا على المستوى الإقليمي حيث لصوت المغرب ودبلوماسيته تأثير كبير جدًا سواء في التحديات الإقليمية المطروحة، مثل منطقة الساحل وليبيا وأيضًا في إفريقيا وغرب إفريقيا على سبيل المثال، وما يمكننا تحقيقه معًا”.

وحول الاجتماع الأخير في النقب بإسرائيل الذي جمع بلينكن بمسؤولين عرب، اعتبر رئيس الدبلوماسية الأميركية، أن الأمر يهم صورة جد رائعة، لم يكن بوسعه رؤيتها قبل 4 أو 5 سنوات ولا عامين، من خلال التئام قادة من المغرب والبحرين والإمارات ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل معًا في صورة واحدة.

وزاد مبينا:”أعتقد أن هذا يعكس الرغبة في إيجاد إمكانية لخلق فرص مشتركة لكل بلد، لأنه من خلال إنشاء روابط تجارية وروابط بين الطلاب والمواطنين، سنتمكن من التركيز معًا على القضايا التي لها تأثير على الحياة اليومية، مثل الاستثمار والبنية التحتية لتحسين مستوى العيش، نحن نعمل معًا بشأن المناخ والصحة العالمية والقضايا الأمنية أيضًا”.

وسجل بلينكن أن العمل المشترك لا يكون بمعزل عن مناقشة مستقبل الشعب الفلسطيني وضرورة إنشاء دولة للفلسطينيين ومحاولة الاستثمار في مستقبلهم أيضًا، في إشارة إلى خطاب سابق للملك محمد السادس، الذي تناول القضية من منطلق رؤية شجاعة تتجاوز حواجز الماضي، وتسعى للتغلب عليها وإيجاد طريقة للجمع بين الدولتين للتعايش في سلم وأمن مستدام.

وذكر بلينكن أهمية الشراكات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول بالنسبة للقضايا الأمنية ومستقبل هذه البلدان، مما يفرض ضرورة تقويتها واستثمارها على المدى القريب، إلى جانب تأثيرها على المستوى العالمي، مشيرا إلى التعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا.

على صعيد ذي صلة، نوه المسؤول الأميركي بمجهودات المغرب في القضاء على الوباء، من خلال التدابير التي أقرها فضلا عن نجاحه في حملة التلقيح،  وما يمكننا تحقيقه معًا في جميع أنحاء العالم وفي إفريقيا، وهو ما ينطبق أيضا على مجالات أخرى، منها المناخ، إذ يتوفر المغرب على مشاريع متقدمة للغاية في ملف يعتبر ذو راهنية للجميع.

وجدد بلينكن دعم بلاده لخطة المغرب للحكم الذاتي باعتبارها خطة ذات مصداقية وجادة وواقعية، ويمكنها الاستجابة لاحتياجات وتطلعات الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لعمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وهو ما ناقشه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وستتم متابعته في الأسابيع المقبلة.

وحول تعيين الرئيس الأمريكي لبونيت تالوار، سفيرا لبلاده لدى المغرب، قال بلينكن: هو صديق قديم، وقد عملنا معًا لمدة 20 عامًا. إنه قريب جدًا من الرئيس بايدن وعمل مع موظفيه عندما كانوا في مجلس الشيوخ. وأنا أعلم أنه سيكون سفيرًا استثنائيًا للولايات المتحدة وأنه سيكون استثنائيًا للعلاقات بين بلدينا. أنا أثق به تمامًا والرئيس بايدن يثق به تمامًا”.

وأضاف الوزير الأميركي:”تالوار محظوظ للمجيء إلى هذا البلد الرائع، في وقت نعمل من خلاله على تمتين العلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها في النقب بالأمس ومستقبلا في جميع أنحاء العالم”.

وندد بلينكن بالحرب الروسية على أوكرانيا مما تسبب في معاناة كبيرة في صفوف المواطنين الأوكرانيين وتشريد الأطفال.

وقال بلينكن:”هناك مبادئ مهمة للغاية على المحك ، مبادئ تدعم الأمن والسلام في جميع أنحاء العالم ، ليس فقط في أوروبا، عندما تهاجم روسيا هذه المبادئ كما هي، فإنها تطرح مشكلة للجميع. المبدأ القائل بأنه لا يمكن لدولة ما أن تغير حدود دولة أخرى عن طريق العنف، وأن دولة لا تستطيع أن تقرر عن بلد آخر فيما يتعلق بسياساتها ومستقبلها – هذه قضية. لكن ثالثًا، نرى تأثيرًا في جميع أنحاء العالم. لدينا الآن مشاكل في تدفق الغذاء بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا، لأن صادرات المنتجات الزراعية أصبحت الآن على المحك، إلى جانب اضطرار الزارعين إما إلى القتال من أجل بلدهم أو الفرار وحظر الصادرات في موانئ جنوب أوكرانيا، هذا يخلق مشكلة في جميع أنحاء العالم، ناهيك عن أسعار الطاقة التي تمثل مشكلة أخرى”.

وسجل بلينكن حاجة أوروبا إلى التنويع من الغاز والنفط الروسي، لأن روسيا الآن للأسف تستخدمهما كأداة سياسية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى