أخنوش: هناك تشويشات وهجومات لا أخلاقية هدفها التضليل وسنواجهها ب”المعقول”

قال عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، إن هناك تشويشات وهجومات أحيانا لا أخلاقية هدفها التغليط والتضليل، وهو ما سيواجهها ب”المعقول” والعمل على إنجاح البرنامج الانتخابي الذي وعد به المغاربة.

وأضاف أخنوش، مساء اليوم الجمعة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع للحزب،:”نحن حكومة تشتغل بجرأة على ملفات ظلت متوقفة لسنوات، لن نقبل توقف الأوراش التنموية ولن نتراجع وسنحارب الرشوة والريع والمحسوبية ولن نختفي وراء بعض الأعذار، يمكن أن نزعج لأننا أرجعنا الهيبة لمؤسسة رئاسة الحكومة ووضعنا إجراءات لمواجهة ارتفاع الأسعار ودعم القدرة الشرائية بدعم السكر والكهرباء وغاز البوتان والقمح، كما أننا نراقب أسعار الخضر والفواكه التي تبدو مستقرة، إلى جانب البدء بتفعيل برنامج دعم الفلاحين وتخصيص ميزانيات مهمة لتحلية مياه البحر، والاشتغال على دعم قطاع السياحة وفتح الحدود الجوية ودعم 10 آلاف مقاولة بمنح قروض شرف لحاملي المشاريع وإطلاق برنامج أوراش”.

وسجل أخنوش اعتماد حزبه لمسار جديد ووضع لبنات أخرى في صرحه الذي جدد نفسه وطور أداءه خدمة للمواطنين منذ  أكثر من 40 سنة ظل فيها وفيا لنهجه، كما أنه وثق في تفاعل المواطنين الذين  وضعوا ثقتهم فيه بعدما لامسوا قرب الحزب على مدى خمس سنوات دون انقطاع.

وزاد مبينا:”الأحرار استطاع جذب المواطنين الشباب نحو السياسة وإشراك المغاربة في بلورة تصورات على الإشكالات التنموية. كنا نقول إن المواطن هو الذي سيضعنا في المرتبة التي نستحقها وبالتالي تبوأ المرتبة الأولى في المغرب في عرس انتخابي ناجح بكل المقاييس، رغم إكراهات الوباء، تميزت الاستحقاقات بمشاركة شعبية واسعة فاقت نسبة 50 في المائة عبر من خلالها المغاربة عن تصويتهم للبرنامج الانتخابي الذي تبنى أفكارهم من أجل مسار التنمية محليا وإقليميا ووطنيا، بالغضافة إلى ثقتهم في الحصيلة المتميزة لوزراء الحزب في الحكومات السابقة”.

وأضاف أخنوش:”أخذنا على عتقنا مند تولينا رئاسة الحزب تعزيز دوره في الحقل السياسي المغربي بفضل التعبئة الشاملة للمناضلين في ظرف خمس سنوات، جددنا أنظمتنا وقوانيننا الداخلية وتأسيس التنظيمات الموازية التي قامت بإغناء دور الحزب التأطيري، لإرساء قواعد حزب قوي بأكثر من مليوني صوت للمغاربة وهو ما لم يسبق لحزب سياسي أن حصل عليه من قبل، لنمثل أول قوة سياسية في المغرب بفضل ثقة المصوتين، ثم شكلنا أغلبية قوية من 3 أحزاب بعد التكليف الملكي، بأصوات 5 ملايين من المغاربة، مكنت من تشكيل حكومة وضعت المواطن المغربي أمام أعينها وستقوم بكل الجهود من أجل خروج آمن من الجائحة وتحقيق انتعاش اقتصادي يستحقه المغاربة”.

وأوضح رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن المغرب برهن على قدرته الكبيرة على رفع التحديات والصمود أمام الأزمات بفضل التمسك بثوابت الأمة وعلى رأسها التلاحم القوي بين العرش والشعب، كبلد الإنجازات والاستقرار والتنمية والتضامن، لافتا إلى عمله على تكريس أسس دولة اجتماعية تبنى نموذجا جديدا فيما يخص علاقاتها مع دول العالم قوامه الطموح والاحترام والوضوح وعدم الانجراف وراء الاستفزازات ومواجهتها بالهدوء والصرامة، والتعبير عن سيادتها واستقلال قرارها وتشبثها بوحدتها الترابية، فضلا عن التزامها بالمعاهدات الدولية ترسيخا للخيار الديمقراطي ودولة الحق والقانون، وهو ما أكده تنظيم 3 استحقاقات انتخابية في يوم واحد وفي ظل ظروف أزمة صحية غير مسبوقة.

واعتبر أخنوش أن تصورات وبرامج حزبه مستمدة من مساهمات المواطنين، وهو ما جعله يأخذ على عاتقه مسؤولية تقديم البديل وحل المشاكل وقيادة المرحلة نحو المساهمة في تحقيق التنمية، علما أن المغاربة يتطلعون للالتزام بما تم التعهد به والانتقال من مسار الثقة إلى مسار التنمية، رغم الظرفية الوبائية والوضعية المناخية المتسمة بنقص الأمطار، مجددا إرادته الراسخة لتحسين مستوى عيش المواطنين.

وقال أخنوش:”مؤشرات الخروج من الأزمة الصحية بدأت تظهر لكننا في مرحلة جد دقيقة، تظهر من خلال مضاربات كبيرة في الأسواق العمومية وارتفاع الأسعار وتداعيات الحرب الأوكرانية دوليا”.

وعبر القيادي الحزبي عن الانخراط في تكريس الدولة الاجتماعية وتبني الديمقراطية الاجتماعية كخيار شكل مسار الثقة، ليمثل البرنامج الانتخابي مساهمة غنية تقاطعت مع النموذج التنموي الجديد في أبرز خططه وروحه المتجسدة في ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، مسجلا أن البرنامج الانتخابي للأحرار وحليفيه في الحكومة يشكلان الحجر الأساسي الذي يستمد روحه من التوجيهات الملكية ومخرجات النموذج التنموي والإجراءات التي التزمت بها الأغلبية.

وذكر أخنوش بتأسيس البرنامج الحكومي على مبادئ كبيرة، منها مأسسة العدالة الاجتماعية ووضع الرأسمال البشري في صلب تفعيل النموذج التنموي بخلق فرص الشغل وتحسين العرض الصحي والتعليمي وجعل كرامة المواطنين أساسية وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتعزيز قدرتها الشرائية، وأيضا الحرص على تسريع وتيرة الاشتغال بإعداد برنامج حكومي متكامل وقانون مالي في ظرف شهرين وإجراءات حملت إشارات صريحة على التزام الأغلبية بالبرنامج الحكومي.

وكشف أخنوش عن إطلاق أوراش سيرى معظمها النور قريبا لتعزيز مرتكزات الدولة الاجتماعية لتدبير الخمس سنوات المقبلة في مقابل الحملات التي تشوش على عمل الحزب والحكومة وتضرب الاختيارات الكبرى للبلاد.

وقال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار:”بالنسبة لإصلاح الصحة والتعليم، ركزنا على العنصر البشري كمدخل رئيسي للإصلاح، والحوار مع المركزيات النقابية وتواصلنا في قطاعات اجتماعية وتوصلنا لتوافقات مرحلية واعدة، وهنا أشير إلى أن الحكومة لن تنزل لمستوى النقاش الشعبوي الفارغ والمستهلك ولن نجيب على من يسيس محاربة الفساد لضرب الأشخاص، نحن نعمل من منطلق غيرتنا على الوطن، ونحارب الفساد بطرق عملية وليس بالخطابات، فعمل الحكومة مؤطر خاصة مع مكونات الأغلبية التي حرصنا على توقيع ميثاقها في وقت قياسي يدل على وعي كبير بحجم الانتظارات والتطلعات المنتظرة منا لتطوير الأداء والتعاون مع القوى الحية في البلاد للنجاح في تدبير المرحلة الدقيقة. عدونا الوحيد هو الفقر والهشاشة، وعلاقتنا مع الفرقاء معارضة حزبية أو قوى جمعوية أساسها الاحترام وغايتها العمل لتحقيق الأهداف المشتركة باستحضار مصلحة البلاد والعباد”.

واعتبر أخنوش أن هم حزبه الأساسي كان هو إعادة الثقة في العمل السياسي بعد موجة العزوف، بناء على تعاقد قوامه الأداء والقدرة على تجاوز الخلافات والوفاء بالتعهدات وتحقيق التنمية، مشيرا إلى أنه من تجليات التزام الأحرار هو حرصه على عدم هدر الزمن في الصراعات الجانبية، رغم الكم الهائل من الهجمات التي شنت عليه قبيل الانتخابات والتي سخرت لها وسائل شتى، لكن كل العراقيل والصراعات لم تمنعه من تصدر المشهد الحزبي المغربي بجدارة وتحقيق نتائج كبيرة فأصبح حزبا رائدا ومنظما ومنتجا للأفكار، وهو ما يترجمه تنظيم 82 مؤتمرا إقليما ناجحا، والاستعداد للمؤتمر الوطني اليوم الذي يؤكد النجاح الجماعي الذي جرى التوافق عليه في محطة مؤتمر مدينة الجديدة.

وأفاد أخنوش بنقص بعض الأمور من ضمنها ضرورة تواصل المناضلين والشباب والنساء مع الناس بشكل جماعي وشرح عمل الحزب في الحكومة والجماعات والدفاع عن حصيلته وعدم القبول بتبخيس المجهودات وإجابة المشوشين والعدميين، وهو ما يتطلب المزيد من التنظيم والحضور في الميدان والعمل، لكونه يحمل مسؤولية كبيرة أمام الملك والوطن والتاريخ وفرصة تاريخية لإظهار إخلاصه في خدمة البلاد، ليظل المطلوب منه إنجاح الانتقال من الانتخابات إلى تكريس الوفاء بالوعود والالتزامات.

وقال أخنوش:”الأحرار آمن أن العمل الحزبي لا يستقيم دون إشراك فئتي الشباب والنساء، حيث عهد لهم بمسؤولية التأطير والتواصل والمساهمة في اتخاذ القرار الحزبي على أعلى مستوى، وكان لشبيبة الحزب دور كبير في إعطاء نفس جديد للحياة السياسية في صفوف الشباب بإثارة النقاشات الهادفة والترافع عن القضايا الشبابية ذات الأولوية، وهو ما سيواصل الحزب العمل عليه بالاستمرار في سياسته الانفتاحية في وجه الطاقات وسيتضمن برامج موجهة للشباب وتكوين جيل جديد مؤهل”.

وأعرب أخنوش عن شكره للملك محمد السادس على الثورة الاجتماعية في مجال حضور المرأة السياسي والثقافي، مضيرا إلى أن حزبه يضم وزيرات في قطاعات حيوية ونساء في عموديات كبريات المدن وبرلمانيات شابات ومئات المستشارات والمناضلات.

وسجل أخنوش أن النجاح في المحطات المقبلة وعلى رأسها الانتخابات رهن بتحقيق مسار التنمية ونجاح التجربة الحكومية التي يقودها اليوم والتي تبدأ باختيار مناضلين مناسبين لاختيار المرحلة المقبلة لإنجاح التعاقد الجديد والوفاء بالالتزامات وإعمال الممارسة الديمقراطية في هياكله والتعبئة الشاملة لصد الهجمات حفاظا على وحدة الصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى