“أصدقاء غوتنبرغ”: المغرب نموذج للانفتاح

أشادت شخصيات بارزة في مجالات الأدب والثقافة والفنون والإعلام، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، بالثراء الثقافي والتنوع والتعدد الذي يعرف به المغرب اليوم كنموذج للانفتاح على الآخرين.

وأوضحت هذه الشخصيات المرموقة، خلال مشاركتها في الفصل الاحتفالي العاشر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، الذي نظم بعد توقف استمر حوالي ثلاث سنوات بسبب وباء كوفيد، أن عقد هذا الفصل الاحتفالي العاشر يعكس الالتزام الراسخ للأعضاء المغاربة في الجمعية لصالح الإنسانية والتعددية وقبول الآخر، والقيم التي يجسدها غوتنبرغ.

وأبرز الضابط الكبير، رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، خليل الهاشمي الإدريسي، الطموح الملموس في ما يخص المجال الثقافي، والشغف الحقيقي بالفعل الثقافي اللذين يحملهما الملك محمد السادس.

وقال الهاشمي الإدريسي:”الفضاء المغربي، في كل أراضيه، يسطع بإنجازات ثقافية ومعمارية متميزة تمنح لبلادنا، بفضل الأوراش الملكية، وزنا إقليميا مهما”، مسجلا أن المسارح الكبرى في الرباط والدار البيضاء، تعد منشآت ثقافية ذات مكانة دولية، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وازدهار المتاحف في جميع أنحاء المملكة، والمهرجانات الحديثة التي يضفي انتظامها إيقاعا خاصا للحياة في المدن، والدعم المالي الشامل والسخي، لفائدة الفاعلين الثقافيين في جميع المجالات، تشكل جميعها ركيزة لسياسة ثقافية تقارب النضال الحازم، فضلا عن أكاديمية المملكة المغربية، باعتبارها مؤسسة “استراتيجية” تعكس بشكل تام، الطموح الملكي في ما يخص المجال الثقافي، والتي تعمل على استعادة حقيقية للحياة الثقافية، وتجديد لا يمكن إنكاره للفكر، مع اتباع نهج إنساني يوحد البلدان والقارات.

وتابع الهاشمي الإدريسي:“ما الذي يمكن أن يكون أكثر روعة وبهجة من أن يكون الشخص بمثابة ناقل ثقافي يعمل من ضفة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى ومن حضارة إلى أخرى..إن فكرة خلق جسر بين الحضارات تعد أكثر إنتاجية لخدمة الإنسانية من ألف رغبة عقيمة لإثارة الحروب “.

بدوره، أشار الرئيس الفخري لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، محمد برادة، إلى أن هذه الجمعية تهدف إلى تعزيز الثقافة وتشجيع الكتابة والقراءة من خلال عدة أعمال، مستشهدا على وجه الخصوص ببرنامج “كيف أن القراءة غيرت حياتي”، بالإضافة إلى الورشات التمهيدية حول مختلف جوانب الثقافة بالمعنى الواسع.

وأبرز الأستاذ الأكبر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ، فيليب جوردان، في تصريح لقناة وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة “تتمتع بثقافة متنوعة وغنية جدا”، قائلا إنه “مسرور” بالعودة إلى المغرب لحضور هذا الفصل الاحتفالي العاشر المهيب، بعد توقف دام قرابة ثلاث سنوات.

واعتبر جوردان أن المهمة الرئيسية لجمعية (أصدقاء غوتنبرغ – المغرب)، تكمن في تعزيز الكتابة والطباعة، والقراءة والثقافة بجميع أشكالها.

وفي الحديث عن الإشعاع الثقافي في المغرب، قال جوردان:” لا شيء جامد في المملكة، فالثقافة المغربية حية، تشكلت من خلال تأثيرات عديدة، وبالإضافة إلى ذلك، تمكن المغرب من تثمين تقاليده، مع تطوير حداثة سمحت له بالتألق والإشعاع بشكل أكبر على المستوى العالمي”.

من جهته، قال محمد الفران، مدير المكتب الوطنية للمملكة المغربية، إن هذا الفصل يعد مناسبة بعد هذا الانقطاع الطويل والذي سيشكل فرصة جديدة للتعرف على الإشكالات والكراهات المتعلقة بالثقافة في البلاد والمرتبطة بالنموذج التنموي بوصفه خارطة طريق للتنمية الثقافية سواء على المستوى الوطني وبالخصوص على المستوى الجهوي بما يفرضه ذلك من تحديات على المستوى التنموي.

وشكل الفصل الاحتفالي العاشر مناسبة لتنصيب خمس شخصيات كأعضاء جدد لغوتنبرغ، وترقية ستة آخرين من الرفاق إلى مراتب عليا، وتعيين كل من عبد الجليل الحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، ومحمد نبيل بنعبد الله الوزير السابق، برتبة قائد، وهي أعلى رتبة تمنحها الجمعية.

ويلتزم هؤلاء الأعضاء الجدد المنتمون إلى قطاعات التعليم، والأدب، والفنون والإعلام، كل من مجال عمله، بالدفاع عن الإنسانية والتعددية وقبول الآخر، وهي القيم التي يجسدها غوتنبرغ، مخترع المطبعة.

كما يلتزم هؤلاء الرفقاء الجدد، الذين قدمهم خليل الهاشمي الإدريسي، الضابط الكبير، رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ-المغرب، بنشر الثقافة المغربية واللغة العربية والدفاع عنهما، بالإضافة أيضا إلى اللغة الفرنسية، التي تعد اللغة الرسمية للجمعية.

ويتعلق الأمر بكل من نادية البرنوصي ، الخبيرة في القانون الدستوري، شاركت في صياغة دستور 2011 ، وكريم العيناوي، رئيس مركز التفكير، مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وعميد كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، الذين عينوا برتبة ضابط، في ما تم تعيين كل من أمينة المنصوري (بائعة كتب)، وبهاء الطرابلسي (صحفية وكاتبة)، وسعاد الطيب (مديرة راديو مونتي كارلو الدولية)، برتبة فارس.

كما تميز الفصل العاشر للجمعية بالارتقاء بعدد من الأعضاء إلى مناصب رفيعة على يد الأستاذ الكبير للجمعية، اعترافا بتفانيهم وأعمالهم الجديرة بالثناء، في الدفاع عن قيم غوتنبرغ.

وتضم جمعية أصدقاء غوتنبورغ – المغرب، والتي رأت النور في أبريل 2010، من خلال توأمة مع جمعية أصدقاء غوتنبورغ – فرنسا، مجموعة من الشغوفين والمهتمين بالكتابة، بهدف المساهمة بشكل فعال في تعزيز وتطوير القراءة والثقافة، من خلال المساهمة في بناء عالم عادل تسوده روح الأخوة والاحترام لكافة الثقافات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى