الملك محمد السادس: الجفاف تحد حقيقي تسبب في خسائر اقتصادية تفوق 124 مليار دولار

قال الملك محمد السادس إن تعاقب فترات الجفاف، وما ينتج عنه من تدهور للتربة، يشكلان تحديا كبيرا وحقيقيا، حيث مست آثارهما، خلال العقدين الماضيين، أكثر من مليار ونصف المليار شخصا في العالم، وتسببا في خسائر اقتصادية تفوق 124 مليار دولار.
وسجل الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى المشاركين في القمة التي افتتحت أشغالها، الاثنين، بأبيدجان حول الجفاف والتدبير المستدام للأراضي، أن مكافحة تغير المناخ لا تنحصر في مسألة التخفيف من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بل تشمل كذلك الإدارة المستدامة للأراضي.
وأوضح الملك محمد السادس في خطاب تلاه محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن معركة جميع الدول تقتضي التزاما على عدة جبهات، لاسيما منها المحافظة على النظم البيئية، وحماية التنوع البيولوجي، وتقليص مظاهر الهشاشة لدى الفئات الضعيفة من السكان.
وأفاد الملك محمد السادس في الخطاب الذي وجهه إلى المشاركين في القمة التي تنظم على هامش الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، أن الأمر يتعلق ب” جهود نقوم بها، وبكل إصرار، على المستويين الإقليمي والدولي، مع ما يقتضيه ذلك، دوما، من عمل مواز على المستوى الوطني”.
ومن هذا المنطلق، ذكر الملك محمد السادس بقيام المغرب، الذي استضاف الدورة 22 لمؤتمر الأطراف (COP22)، بالرفع من مساهمته المحددة وطنيا فيما يخص الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى 45,5% بحلول عام 2030.
وحول الجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة تغير المناخ، أشار الملك محمد السادس إلى أن استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030” واستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، ترومان معا تحقيق الهدف المتعلق بعكس منحى تدهور الأراضي، وتقليص حدة التصحر والتخفيف من انعكاساته، من خلال التنمية البشرية والاجتماعية.
ولفت الملك محمد السادس أن “المخطط الوطني للماء” الذي أطلقه المغرب، يهدف إلى ضمان الأمن المائي وتأمين الموارد المائية الضرورية، من حيث الكم والجودة، مشيرا إلى أن النموذج التنموي الجديد يضع المحافظة على الموارد المائية وتعزيزها ضمن الرهانات ذات الأولوية لإرساء نموذج تنموي منبثق من الحاضر، ومتطلع إلى المستقبل.
وأضاف الملك محمد السادس أنه اعتبارا للأهمية التي يوليها المغرب لقطاع الماء فإن “جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء” تعد في الآن ذاته، مجالا لبلورة وعي شامل بقضايا الماء، وفضاء مرموقا للمنافسة، تتبارى فيه الحلول المبتكرة والمستدامة والمندمجة، من أجل النهوض بقضية الماء.