أكاديميون وفاعلون مغاربة: انتكاسة النظام الجزائري تفسر حملته ضد المغرب

الدكار: تجاوز قناة "الشروق"سابقة خطيرة سيكون لها تأثير على الذاكرة الجماعية

عزا أكاديميون وفاعلون مغاربة سبب الحملات الإعلامية المغرضة للنظام الجزائري ضد المغرب إلى النجاحات المتتالية التي حققتها المملكة أخيرا على الصعيد الدبلوماسي، فضلا عن عملها على ترسيخ التنمية والديمقراطية، بفضل قيادة الملك محمد السادس.

وذكر عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، في ندوة عقدتها الجمعية عن بعد، مساء الخميس، بعنوان:”المقدسات الوطنية أولا”، أن المسؤولين الجزائريين يعيشون حالة ارتباك شامل جعلهم يبثون أكاذيب وإشاعات في وسائل الإعلام، منها نشر صور قديمة لليمن وغيرها على أساس أنها تهم مناوشات بين المغرب والبوليساريو، على خلفية تحرير معبر الكركرات الحدودي.

وأشار بناني إلى وحدة المغاربة في الدفاع عن مقدساتهم ورموزهم الوطنية، في إشارة إلى البرنامج الأخير الذي بثته قناة”الشروق” الجزائرية الرسمية، والذي تطاولت من خلالها على المغرب وملك البلاد.

وقال بناني:”الملك هو الحافظ لثوابت الأمة سياسيا وعقائديا واجتماعيا وغيرها، وللمغاربة ارتباط بالملكية منذ قرون على توالي الدول التي مرت من الأدارسة مرورا بالموحدين والسعديين والدولة العلوية التي تحكم البلاد منذ أربعة قرون، ارتباطنا بشعار”الله، الوطن، الملك”، يمش ل مكونات تعطينا كمغاربة قوة لا مثيل لها في الالتحام حول الوطن والعرش والارتباط وقوة الدفاع”.

وبشأن الأصوات المنادية باعتماد مغرب عربي باستثناء المغرب، قال بناني:” فكرة المغرب العربي انطلقت من المغرب وهم لا يد لهم فيها قبل هذا، قبل أن تصبح شعارا لهم بعد ذلك، ليتخذونها الآن مطية لضرب المغرب، وهو ما لن يتحقق لأن المملكة لن تسمح بضرب ومعاكسة عقائدها وانتماءاتها”.

وزاد مبينا:”ضحينا في سبيل الجزائر بالغالي والنفيس، لكن الحكام سقطوا في منعطف لا يمكن القبول به، لتبرز من خلال إعلامهم عدد من الإسقاطات اللاأخلاقية تجعلنا ننتفض بسكينة وهدوء، لأننا متشبثون بعقيدتنا الدينية التي ترتكز على التعاطف والتسامح، مما يجعلنا نتعاطف مع الشعب الجزائري الذي يئن في هذه الظروف الصعبة من انعدام الكرامة”.

من جانبه، اعتبر فريد الباشا، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالرباط، أن محاولات الإعلام الجزائري التي تهدف إلى المس بثوابت الأمة المغربية، تبقى فاشلة لأنها تصطدم بنتاج تاريخ عريق بتضحياته منذ قرون، يستند على ثوابت جامعة هي الدين والوحدة الوطنية المتعددة الروافد والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي، كما يؤكد على ذلك الدستور المغربي.

وأوضح الباشا أن المس بهذه الثوابت يشكل اضطرابا خطيرا، استوجب في الماضي سن قوانين للتذكير بأهميتها واحترامها والعقاب في حالة المس بها، وهو ما ينص عليه القانون الجنائي المغربي، من خلال معاقبة كل من حاول المس بهذه الثوابت في فصول متعددة.

وأشار عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالرباط إلى عدم قبول المغاربة المس بثوابتهم الأساسية، علما أن الحرية كيفما كانت لايمكن أن تمارس بدون قيد، وعلى من يمارسها أن يتحمل المسؤولية التاريخية والسياسية أمام الشعب والتاريخ.

بدوره، فسر الطيب دكار، صحفي وإعلامي، ومدير مكتب وكالة المغرب العربي في الجزائر سابقا، تطاول الإعلام الجزائري على رموز المملكة بسبب مواصلة المغرب لتحقيق نجاحات كبرى على المستوى الدبلوماسي في الآونة الأخيرة، في مقابل انتكاسة الجزائر دبلوماسيا.

وقال دكار:”ما أقدمت عليه هذه القناة الجزائرية سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، سيكون لها وقع في الذاكرة الجماعية المغربية، خاصة أن الجزائر تحدث تصورا مظلما لمستقبل العلاقات الثنائية وبناء المغرب العربي، هذا التجاوز لا يهم فقط أخلاقيات المهنة وإنما التقاليد والأعراف السياسية الدبلوماسية، فالتطاول على ملك البلاد يعد خطا أحمرا، كما أن القذف والشتم بحق رؤساء الدول جنحة منصوص عليها في قوانين الصحافة في المغرب والجزائر وفرنسا”.

وأضاف دكار:”سبق للعدالة المغربية أن أدانت صحفا مغربية تناولت بوتفليفة سنة 2006 ومعمر القدافي سنة 2009، كما أدانت العدالة الفرنسية بدورها صحيفة “لوموند” إثر دعوى قضائية رفعها ضدها الملك الراحل الحسن الثاني”.

وأشار دكار إلى أن نشر صحيفة المساء الجزائرية سنة 1993، ملفا إثر حلول الذكرى الخامسة لوفاة بومدين ضمنتها شهادة شقيقه فضلا عن تصريحات مسيئة عن الحسن الثاني مما استدعى احتجاج المغرب بعد وقت قصير من تطبيع العلاقات بين البلدين، وهو ما تفاعل معه وزير الاتصال آنذاك بطريقة مغايرة، حيث قدم اعتذاره إلى المغرب وقرر فصل الصحفية على أساس أنها متدربة تنقصها التجربة.

واعتبر الإعلامي المغربي صمت الجزائر ووزارة الاتصال عن البرنامج المسيء للمغرب تواطئا وانتهاكا للقانون الضمني بين البلدين بشأن احترام رؤساء الدول.

وقال دكار:”إخفاقات الجزائر في ملف الصحراء وانتكاسة النظام اقتصاديا واجتماعيا تفسر إلى حد كبير هذه الحملة المضادة للمغرب وأكثر رد سيكون التحام الشعب وراء ملكه لمواصلة الأوراش التنموية الكبرى، في مقابل المآسي اليومية لجيرانه”.

من جهته، أفاد ادريس قريش، دبلوماسي سابق وأستاذ جامعي، أن المغرب ارتقى من مرحلة الدفاع إلى التموقع القوي في المجال الدبلوماسي، مشيرا إلى القرارات الأممية الأخيرة التي تنتصر لقضية الوحدة الترابية في مقابل إقبار كل أطروحة انفصالية، مما أدخل النظام الجزائري في هستيريا دفعته للتطاول على الأمة المغربية ومقدساتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى