وهبي: الحكومة تحقق نجاحات بعيدا عن”بيع الوهم والشعبوية”
أفاد أن الجزائر ستصل لدرجة الإفلاس في غياب قانوني مالي

قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الأغلبية الحكومية تحقق نجاحات في مواجهة الأزمات في صمت وهدوء بعيدا عن بيع الوهم والشعبوية الرخيصة للشعب المغربي الذكي الذي استفاق بعد التجربتين الحكوميتين الأخيرتين.
وذكر وهبي، مساء اليوم السبت، في المؤتمر الجهوي الرابع للحزب بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، أن الرصيد التاريخي للحزب هو البداية، مضيفا:” فانتظرونا في 2026 سنحقق نتائج أفضل بشرط أن نحقق نتائج أفضل في مواقعنا السياسية والانتخابية، فنحن جزء من الخريطة السياسية الوطنية ولن يستطيع أحد أن يهمش هذه القوة السياسية الجديدة التي دخلت الخريطة”.
وزاد مبينا:”عشنا مراحل مختلفة في المغرب ومرحلتين سياسيتين قبل الوصول للمحكمة وأصبحنا جزءا لا يتجزأ من هذا البلد، وبالتالي لا يمكن القبول بنقاش المرحلة لتصفية حسابات سياسية، يجب أن نكون موضوعيين مع الشعب لتقييم جميع المراحل بما فيها المرحلة التي وصفناها بالشعبوية”.
وسجل وهبي أن الحكومة وجدت نفسها في وضع سياسي واقتصادي متأزم في سياق الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار المحروقات، لافتا إلى أن المستقبل يطرح عليها عدة أسئلة ومن مسؤوليتها أن ترفع عن المواطنين الضغط وهو ما نتناقشه داخل اجتماعاتها كل أسبوع وتبحث عن الحلول والإمكانيات.
وقال وهبي:”ما سيأتي في المستقبل سيكون أصعب وعلينا أن نهييء أنفسنا له، ونحن نطلب من المواطنين مساعدتنا لنساعد أنفسنا في مواجهة الأزمات”.
وأكد القيادي السياسي أن هناك دولا أخرى ستصل لدرجة الإفلاس، في إشارة إلى الجزائر، خاصة في غياب قدرتها على وضع برنامج مالي للسنة المقبلة، كما فعل المغرب، وعوض الاشتغال على الأمر، تعترف ب”دولة وهمية تقول إنها تدعم تقرير المصير”، وهي لا تملك القدرة على مواجهة الأزمة الحالية في غياب قانون مالي.
واعتبر وهبي أن الهم الأساسي هو الديمقراطية ومستقبل المغرب واحترام المسار الديمقراطي، المعتمد على حق النقد وصحافة ذات أخلاق وقيم وتسعى للحقيقة وليس تصفية حسابات لفائدة أموال متسخة.
وأشاد وهبي بتقدم ونجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس وما أسفر عنه من تعزيز لرصيد الثقة في الشراكات مع الكثير من أصدقاء البلاد، محذرا من المناورات الفاشلة التي يقوم بها خصوم الوحدة الترابية.
وقال وهبي إن الحزب يعي حجم التحديات التنموية والاقتصادية الكبرى، مما يفرض تعبئة إمكاناته ليكون في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي سيظل يتحلى بالمسؤولية الكاملة لمواجهتها.
وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة:”الغموض والشعبية والانتهازية ليست من أخلاقنا وإذا كان البعض يشن علينا ادعاءات مسعورة فهي لن تنال من عزيمتنا الجماعية في الالتفاف حول المشروع المجتمعي لبلادنا، طبيعي أن نتعرض لكل تلك الهجمات، علما أنها تطال الحزب كشجرة مثمرة وعتيدة في أفق سماء الحداثة، فهناك من يغيضه الحضور المتميز للحزب في المشهد السياسي نتيجة خطابه الوطني الصادق خلال المعارضة واليوم بالتزامه بمواقفه وغيرته على نجاح الحكومة، وبالتالي سنستمر في الوضوح التام ومستعدون لدفع الثمن ولن نكون قنطرة لأي كان لخدمة أجندته الخاصة وشريكا غامضا في المسؤولية بل ملتزمين داخل الحكومة”.
وأفاد وهبي بخوض حزبه لمعركة ضد الزمن بعد تداعيات كورونا وما فرضه من إكراهات بسبب التدابير الصحية، ليسابق الزمن لتدارك التأخير وأن يكون عند محطة مؤتمره الخامس.
وأضاف القيادي الحزبي:”نشكل قوة سياسية لا يستهان بها في البرلمان وعلينا تأسيس خطاب خاص، فنواب برلمان الحزب يمثلون الأمة وليس الحكومة، وعليهم محاسبتنا، وألا يكونوا مجرد ببغاء لموقف حكومي بل نقد الحكومة وتوجيهها، وبناء عليه، ينبغي صنع خطاب يشير للحقيقة التي تريدها الأمة وتفرض عليكم حق النصح للحكومة”.
وأوضح وهبي أن المعارضة تعد عنصرا أساسيا في العملية الديمقراطية، من حقها تقديم طريقة نقدها وشكل انتقاداتها وخطتها السياسية لمواجهة الحكومة التي عليها القبول بنقدها إن كانت فعلا ديمقراطية، داعيا المعارضة أن ترفع من درجة نقدها للحكومة، خاصة أنها أول من يحمي الديمقراطية في البلاد.
وأشار وهبي إلى الحاجة لعنصرين في المغرب وهما الشباب والنساء، مسجلا الحضور الكثيف للنساء على مستوى القيادة الحزبية والمكتب السياسي والحكومة أيضا.
وجدد وهبي التذكير بضرورة التداول بشأن أمور عديدة تهم المرأة في مدونة الأسرة والعمل على تطبيق المساواة ووضعية الطفل لدى المطلقات، بالنظر لاختلاف الحضانة عن الولاية وفقا للقانون، فالحضانة أقل من الولاية، متسائلا:” لما لا نعطي الولاية للمرأة كما أعطينها للرجل، وأتمنى أن تهيئ الأحزاب الأخرى وجهة نظرها في الأمر”.
وسجل وهبي أن التعليم العالي يحتاج لتغييرات كبرى وثورة في مجال التعليم وتغييرات جوهرية، علما أنه لا يمكن المجازفة بتعليم أبناء المغاربة في المستقبل.