المغرب واليمن يوقعان اتفاقيات في مجالات التعليم والشباب والطاقات المتجددة

وزير الخارجية اليمني: ندعم مغربية الصحراء في إطار التضامن العربي

وقعت المغرب واليمن اليوم الاثنين على عدد كبير من الاتفاقيات في مجال الشباب والرياضة والإعلام والطاقات المتجددة بالإضافة إلى التعليم وتطوير العمل الدبلوماسي من خلال تعيين قائم بالأعمال في اليمن.

واتفق كل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، خلال محادثات جمعت بينهما، بالرباط، على رفع عدد المنح من 50 إلى 100 منحة للطلبة اليمنيين سواء فيما يتعلق بالدراسات الأكاديمية الجامعية أو فيما يخص التكوين المهني، على أن يبدأ بالاشتغال انطلاقا من هذا الموسم الدراسي على كيفية استغلال كل هذا العدد من المنح، كجانب مهم في العلاقات الثنائية.

وشكل اللقاء أيضا مناسبة لاستحضار عمق وقوة العلاقة التي تجمع البلدين والشعبين المبنية على الأخوة الصادقة والتضامن والدعم المتبادل فيما يخص القضايا الأساسية للبلدين.

وكانت مناسبة للتأكيد للوزير اليمني على دعم الملك محمد السادس الثابت والقوي للشرعية في اليمن من خلال مجلس القيادة الرئاسي الذي عبر عنه الملك في رسالة التهنئة.

وأعرب بوريطة عن تقدير المغرب لهذا المجلس كممثل الشرعي والمخاطب الرسمي للمملكة المغربية في كل ما يخص  اليمن وكذا دعم الملك لكل المجهودات التي يقوم بها مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال المراحل الانتقالية في اليمن.

وافاد بوريطة بتعيين المغرب لقائم بالأعمال لدى اليمن بإقامة في الرياض، بما يترجم فرص تعزيز العلاقات بين البلدين.

وتناول الطرفان الجانب الإنساني الذي يعتبر جانبا مهما في العلاقة بين البلدين، خاصة أن المغرب كان دائما حريصا على فتح جامعاته لتكوين طلبة اليمن، و هذا مصدر فخر لأن الطلبة اليمنيين كانوا دائما يندمجون بسهولة و يحصلون على أحسن نتائج في الجامعات المغربية.

وأعرب بوريطة عن شكره اليمن على الموقف الثابت من قضية الصحراء المغربية والذي يظهر دائما في المنتديات الإقليمية والدولية.

وثمن الوزير المواقف الإيجابية التي عبرت عنها الحكومة اليمنية و السلطة الشرعية في اليمن في ما يخص مسألة تجديد الهدنة، بالنظر إلى أن السلطة الشرعية و مجلس القيادة الرئاسي كان دائما يغلب مصلحة اليمنيين على كل الاعتبارات الأخرى، مسجلا أسفه كون هذه الروح الإيجابية لم يواجهها من الجانب الآخر نفس المنطق، حيث قوبلت بمنطق الابتزاز و المس بأمن اليمن و اليمنيين، بوجود منطق الاشتغال لصالح أجندات أجنبية و تهديد الأمن و السلم الإقليمي ليس فقط في اليمن بل كذلك في دول عربية مجاورة.

وأعرب بوريطة عن إدانة المغرب للأعمال الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين والتي تهدد أمن اليمنيين أولا و كذلك أمن و سلامة السعودية و الإمارات، لافتا إلى كونها أعمالا مهددة للأمن و السلم الإقليميين و على المجتمع الدولي و مجلس الأمن التعامل معها كما هي، بصفتها أعمال إرهابية لمجموعات آخر هواجسها سلامة اليمن و مصالح اليمنيين وتشتغل وفق أجندات التي تدعمها وهي بالأساس الطرف الإيراني.

من جهته، جدد الوزير اليمني موقف بلاده الثابت اتجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية و لمغربية الصحراء و اعتبارها أن أي حل للنزاع لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة المغربية ووحدتها الترابية، كموقف أصيل لليمن.

وزاد مبينا:”فنحن نقف مع أشقائنا في المغرب في هذه المسألة في إطار فهمنا لمفهوم التضامن العربي و مفاهيم الأخوة العربية و ما تقره مواثيق الجامعة العربية و المواثيق الدولية”.

وقال المسؤول اليمني:”تحدثنا أيضا عن قضية مهمة، حيث تفصلنا يومين عن حدث مهم وهو تجديد الهدنة التي استمرت لمدة 6 أشهر الماضية والتي شكلت فسحة أمل لليمنيين كانت فرصة استطعنا من خلالها أن نحرك العديد من الملفات رغم العديد من الخروقات الحوثية لكن كان هناك قرار استراتيجي من قبل القيادة السياسية اليمنية بضرورة تقديم أي تنازلات ممكنة من أجل المضي في السلام”.

وأضاف بن مبارك:”فنحن لا نريد هذه الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثيين، علما أن المتضرر الرئيسي منها هو الشعب اليمني وقدمت الكثير من التسهيلات في هذا المضمار، فخلال الست أشهر الماضية أكثر من 1400 شهيد وجريح في مختلف الجبهات في فترة الهدنة، 74 مدني شهيد وجريح في فترة الهدنة و مع ذلك صمتنا وكنا حريصين على أن نلملم جراحنا من أجل أن نعطي فرصة للسلام”.

وأوضح بن مبارك أن اليمن ودول التحالف العربي و في قيادته السعودية و الإمارات، تعمل على توفير كل الظروف الممكنة لتحقيق السلام و الجلوس إلى طاولة المشاورات لكن أصبح واضحا أن هناك طرفا واحدا في كل مرة يفوت هاته الفرص على الشعب اليمني.

وقال الوزير اليمني:” أنا سعيد بمناقشتنا خلال هذه الزيارة الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تفتح آفاقا كبيرة والمغرب كان يمثل بالنسبة لليمن كل شيء إيجابي، فالمئات و الآلاف من اليمنيين درسوا و عاشوا بالمغرب و هناك علاقات مصاهرة و أخوة كثيرة، يكفي أن أشير أننا احتفلنا في الأيام الماضية بتخرج أكثر من 84 طالب دكتوراه ذكور و إناث في الجامعات المغربية خلال سنتين فقط وهذا يبين مدى الدور الإيجابي الذي يلعبه المغرب لليمن في هذا الظرف الصعب”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى