مسؤولون دوليون يؤكدون على ضرورة الحوار بين الأديان والحضارات

موراتينوس: تحالف الحضارات يمكن أن يعمل كمنصة لتيسير الحوار

سجل مسؤولون دوليون، اليوم الثلاثاء، في افتتاح المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، ضرورة التقارب بين المجتمعات في جو من الحوار والتواصل بعيدا عن التطرف والكراهية.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن امتنانه للملك محمد السادس لالتزامه الشخصي بالدفاع عن الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح والتنوع بوصفها قيما تثري المجتمعات.

وسجل غوتيريش، اليوم الثلاثاء،في افتتاح المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، الذي تحتضنه مدينة فاس، يومي 22 و23 نونبر الحالي، أن المغرب كان دوما مناصرا للحوار بين الأديان ورائدا في التصدي للتطرف.

وبخصوص السياق العالمي الراهن المتسم بأزمات الثقة وانهيار القيم، أفاد غوتيريش أن “خطابات الكراهية والتضليل والعنف تزداد شيوعا، وتستهدف بالخصوص النساء والفئات الأكثر هشاشة”.

وشدد غوتيريش على أن “آفات التعصب واللاعقلانية أضحت أكثر تفشيا، حيث تنبعث مجددا الشرور القديمة المتمثلة في معاداة السامية والتعصب المعادي للمسلمين واضطهاد المسيحيين وكراهية الأجانب والعنصرية”، مشيرا إلى أن “هذه الآفات البغيضة تذكي بعضها البعض وتثير الانقسام”.

ودعا الأمين العام الأممي، في هذا الصدد، إلى مبادرة جماعية كفيلة ببناء تحالف للسلام على المستويين العالمي والمحلي من أجل الاستجابة لتحديات العصر، مشددا على ضرورة “العمل في هذه الوقت المحفوف بالمخاطر، كأسرة إنسانية واحدة غنية بتنوعها ومتساوية في ما تتمتع به من كرامة وحقوق ومتحدة بفضل تضامنها”.

من جانبه، أوضح ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، أنه يتعين أن يكون التحالف مبادرة تدرس وترصد أوجه التشابه والتآزر القائمة، فلسفيا ودينيا وعمليا، بين مختلف الثقافات والأديان.

وأوضح موراتينوس أن تحالف الحضارات يمكن أن يعمل، على الخصوص، كمنصة لتيسير الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والحضارات التي تحتاج إلى بعضها البعض، في جميع الأحوال، للاستمرارية في المستقبل.

وقال موراتينوس: “نحن، مواطنو العالم، يجب أن نكون قادرين على التعبير عن أنفسنا بمستوى كاف من النضج والتطور وأن نرتقي في بناء المصطلحات والعمل السياسي الإيجابي”، مشيرا إلى أنه “في مواجهة المفاهيم والمواقف السلبية، يتعين أن ندافع عن مصطلحات إيجابية جديدة”.

من جهة أخرى، أوضح موراتينوس أن العالم لا يشهد صراع حضارات، بل يعرف صراع مصالح والجهل بالآخر، وصدامات ونزاعات من أجل الهيمنة والنفوذ، “وهو ما ينبغي مواجهته بالحوار والتقاء الحضارات”.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن تحالف الأمم المتحدة لحوار الحضارات ليس مجرد فكرة جيدة، بل هو خطة عمل صلبة مبنية على ركائز أساسية، تتمثل في الدبلوماسية الاستباقية، والوساطة، والتصدي للتطرف.

وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة توفير الوسائل الكفيلة بتمكين هذا التحالف من الاضطلاع بدور مهم، وحتى تتسع وتصل مبادراته إلى أبعد مدى.

وسجل، بالمناسبة، أن الظرفية الحالية تشهد أزمات وحروب ناتجة عن المنافسة بين الدول، وأيضا التطرف والتعصب وممارسات الاضطهاد الاقتصادي والاجتماعي، وتنامي الجرائم، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية.

وقال وزير الخارجية التركي أنه “من الصعب اليوم أن يتجاوز الجيل الحالي كل مظاهر سوء الفهم وكل هذه الظواهر التي أصبحت تسم حضارتنا، لكن يجب علينا أن ننطلق من مكان معين”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال هذا المنتدى، المنظم على مدى يومين تحت شعار “نحو تحالف من أجل السلام.. لنتعايش جميعا كإنسانية واحدة”، بالرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين فيه، والتي تلاها المستشار الملكي أندري أزولاي.

وترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بشكل مشترك مع نائب الأمين العام، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، هذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة 1000 مشارك، موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى