العثماني: محاربة الفساد واقتصاد الريع تحتاج لنفس طويل

نادية عماري

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن محاربة الفساد واقتصاد الريع تحتاج لنفس طويل، وهو ما جعل بلاده تنخرط في التصدي له من خلال الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد.

وأفاد العثماني في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثالثة من المنتدى الاقتصادي بجهة فاس -مكناس، مساء الأربعاء، بتقدم المغرب بـ17 درجة على المستوى العالمي فيما يخص الفساد، وفق منظمة الشفافية الدولية “ترانسبرنسي”، بفضل وعي المواطنين الذين يساهمون في توقيف ممارسات الرشوة والفساد، مما يستدعي تضافر جهود كل مكونات المجتمع لإنجاح أوراش التنمية.

وطالب العثماني بتفادي بث خطابات التيئيس و التبخيس وانعدام الأمل، وتعويضه بنظرة تفاؤلية، في ظل وجود حركية اقتصادية في جهات المملكة، تهم إحداث ما بين 20 إلى 30 بالمائة من المقاولات الجديدة، بما يضمن إحداث فرص عمل.

وقال المسؤول الحكومي:”هي مرحلة خاصة بالجماعات الترابية والجهات بمختلف مؤسساتها سواء مجالس الجهات أو ممثلي الإدارة الترابية أو ممثلي للوزارات التي تشكلها، وهم مطالبون بتنمية هذه الجهات، ونحن مستعدون للنقاش والحوار والدعم”.

وأوضح أن إعطاء الفرصة والاهتمام للمقاولين الشباب توجه إيجابي تدعمه الحكومة من خلال برامج ومبادرات، و هو ما يجب أن يبعث الفخر والاعتزاز في نفوس المغاربة خاصة أن البلاد حققت إنجازات في ظرف زمني لا يتعدى عقدين من الزمن وهو ما يعد مسألة مهمة.

وقال العثماني: “استطاع المغرب أن يكون في المرتبة الأولى أفريقيا على مستوى البنيات التحتية، وهو ما نلمسه مثلا في جهة طنجة (شمال) التي تطورت بشكل جيد بفعل ميناء طنجة المتوسط وبنيات تحتية أخرى تهم الطرق السيارة والسريعة وثلاث مطارات دولية، لتكون بذلك ضمن الجهات التي تسجل نسبة بطالة أقل مقارنة مع مناطق أخرى”.

وأشار إلى وجود تحديات عديدة تعترض المسار التنموي في بلاده، لكن الأمر لا يمكن تجاوزه دفعة واحدة، في ظل قلة الإمكانيات.

واعتبر العثماني أن النظام التعليمي مطالب بترسيخ ثقافة العمل والحس المقاولاتي وليس فقط الاقتصار على تقديم المعلومات، وهو ما يشتغل عليه حاليا وزير التعليم من خلال العمل على برنامج إدخال أدوات تنمي شخصية الطفل والتلميذ ليكون شخصية مواطنة قادرة على الإبداع والابتكار والإنتاج.

وأفاد بأهمية الإرث الثقافي في إعطاء ديناميكية اقتصادية في جهة فاس –مكناس التي تعد ثاني جهة بدأ فيها مخطط التسريع الصناعي، ليتم العمل على إطلاق مشروع المنطقة الحرة.

وقال العثماني:” الحكومة تسعى لتقليص الفوارق بين الجهات، صحيح أن الأمر يتم ببطء، وهو ما يلزمنا بالعمل على خلق تقارب بين الجهات على المستوى التطور وإنتاج الثروة، تمكنا حاليا من إعطاء اهتمام أكبر للسياحة الثقافية على مستوى جهة فاس-مكناس، مما يسمح لها أن تكون من ضمن الجهات الأكثر عطاء في المجال، وهو ما يحتاج لمخطط وبرامج واضحة عملية وانتقائية بين المتدخلين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى