“العدالة والتنمية”: مقترح قانون مجلس الصحافة مخالفة صريحة للدستور

أعربت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عن رفضها لمقترح القانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، لكونه مقترح تم في غياب تام لأي نقاش أو مقاربة تشاركية شفافة وعلنية مع المعنيين من الصحفيين والناشرين، إلى جانب تضمنه مخالفة صريحة لأحكام الدستور الذي أكد في الفصل 28 منه على تنظيم قطاع الصحافة بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية.
وأكد الحزب في بيان له، أن هذا المقترح يشكل تراجعا ديموقراطيا مفضوحا عن قاعدة التنزيل الديموقراطي للدستور، ويشكل حالة استثناء مقارنة مع الهيئات المهنية المنظمة كالأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والمحامين والخبراء المحاسبين والذين تعتمد قوانينها ومنذ منتصف السبعينيات على مبدأ انتخاب ممثلي المهنة وليس انتدابهم أو تعيينهم، فضلا عن أن جعل هيئة مهنية مستقلة معنية بتقنين الولوج إليها وضبط احترام أخلاقياتها على شاكلة باقي المؤسسات الدستورية المنصوص عليها حصريا، يشكل سابقة غير دستورية، كما أنه يحمل نزوعا واضحا نحو الحد من حرية التعبير والصحافة والرأي ضدا على مقتضيات الدستور.
وجدد الحزب دعوته إلى بث نفس سياسي وحقوقي جديد من خلال إيجاد الصيغة المناسبة لمعالجة مختلف الملفات المطروحة سواء تلك المتعلقة ببعض الصحفيين أو المناضلين أو المحكومين على خلفية بعض الاحتجاجات الاجتماعية، كل ذلك في إطار السيادة الوطنية والمساطر والمؤسسات الدستورية، بما يحصن المكتسبات والتراكمات التي حققتها البلاد ويرسخ حرية التعبير والصحافة والإعلام ومختلف الحقوق والحريات الدستورية ويصون صورة البلاد في المجال الديمقراطي والحقوقي.
وجدد البيان إدانة الحزب لما صدر عن البرلمان الأوروبي ضدا على قواعد حسن الجوار والشراكة المتقدمة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكدا رفضه لأي تدخل أجنبي في شؤون ومؤسسات البلاد أيا كان مصدرها وتحت أي عنوان أو ذريعة كانت وفي أي موضوع كان.
ونوه الحزب بالموقف الذي عبرت عنه المجموعة النيابية للعدالة والتنمية في الجلسة المشتركة للبرلمان، مجددا تعبيره عن الالتفاف وراء الملك محمد السادس والى جانب القوى الوطنية الحية في التصدي لكل المؤامرات ومواجهة كل التحديات ومعالجة كل الاختلالات.
وشجب حزب العدالة والتنمية حرق المصحف بكل من السويد وهولندا، وبحماية من السلطات الأمنية لهذين البلدين، في انتهاك صارخ لمشاعر المسلمين في العالم ككل وفي تجاوز سافر للمبادئ الإنسانية ولواجب احترام الأديان والمقدسات، وهوما يعتبره عدوانا مقيتا يضرب كل شعارات الغرب المرتبطة بحوار الأديان والحضارات والعيش المشترك وغيرها من الشعارات التي لا تصمد أمام ما يتعرض له المسلمون من أذى وازدراء لدينهم ولمقدساتهم، منبها إلى المآلات الوخيمة لمثل هذه التصرفات الخطيرة.