وزارة الثقافة تعتزم تسجيل القفطان”تراثا غير مادي” لليونيسكو

نظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، الخميس، ورشة وطنية تشاورية ، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، حول الفن والتقاليد والمهارات المرتبطة بالقفطان، في إطار ترشيح هذا العنصر ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو.

وقال عبد الإله عفيفي، الكاتب العام للوزارة، إن الورشة تمثل حلقة جديدة في إبراز التراث الوطني الذي تمكن بفضل الجهود الوزارية ومختلف الفاعلين من تسجيل 12 من العناصر البارزة في لائحة التراث العالمي للإنسانية، مما يترجم حصيلة مشرفة، تقتضي مواصلة العزم في ذات النهج التثميني للتراث الثقافي المغربي، بحكم عراقة المملكة وما تزخر به من مخزون تراثي جدير بالإبراز والافتخار.

وأشار عفيفي إلى أن الأمر يهم لباسا وزيا غير عادي، ساهم في إبراز اسم المغرب في الملتقيات والمحافل الدولية، مضيفا:”هو عربون عرفان لمجد أصيل، ونحن مدينون بذلك للمبدع والصانع المغربي على حد سواء”.

وأوضح عفيفي أن أدوار القفطان وأهمية الفنون جعلت قطاع الثقافة ينخرط في تناوله مع الفاعلين في القطاع لجرد وتثمين التراث المغربي الأصيل، لافتا إلى إجراء دراسة علمية لإبراز أبعاده التاريخية والاجتماعية والحرفية والفنية وتوثيق المهارات سمعيا وبصريا لإبراز الخصائص المميزة لأهم مرتكزاته من أجل دعم الإشعاع الدولي.

وأفاد عفيفي بتنظيم معرض في إطار الأنشطة الموازية على هامش الدورة ال17 للجنة التراث اللامادي ما بين نونبر ودجنبر 2022 بالرباط، برعاية ملكية، حيث توجت بالإعلان عن إحداث المركز الوطني للتراث الثقافي غير المادي.

وقال الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل:”بعدما سجلناه على لائحة الإيسيسكو، نجتمع اليوم لإعطاء الانطلاقة الفعلية لترشيحه لقوائم اليونيسكو ضمن دينامية متواصلة، في إطار إدراك مستلزمات الحكامة التشاركية في تدبير التراث الحاضر دوما ضمن انشغالات المغرب، بفضل عناية الملك محمد السادس، الذي أكد في رسالة وجهها للمشاركين في الدورة ال23 للجنة التراث العالمي سنة 1999 على ضرورة اعتماد رؤية مندمجة قوامها إدماج التراث المغربي في التنمية وليس فقط الاقتصار على تحنيطه ضمن رؤية تقليدية للماضي، مؤكدا أن القفطان المغربي يجر رصيدا من الفنون والمهارات تستحق أن تبرز للإنسانية مبينة خيرات التراث الوطني الرائع.

من جانبه، أبرز عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، أن الدراسة ارتكزت على مقاربة مكانة ودعائم القفطان في المجتمع من خلال الإجابة عن تساؤلات تشمل كونه زيا نسائيا أم رجاليا، والفئات العمرية التي ترتديه والطبقات المجتمعية أيضا، في محاولة لتحليل هاته العناصر لإنتاج معلومات كافية، عن طريق تحليل كل الوثائق القديمة التي تناولته، مع الإشارة لخوصياته وللتنوع الذي يشمله في عدد من مدن المغرب، كالرباط وفاس وتطوان ووجدة ومراكش وغيرها، إلى جانب الإكسيسوارات المرافقة له.

وشدد الإدريسي على حضور القفطان في الفن المغربي أيضا من خلال الإشارة إليه في عدد من المقطوعات الغنائية سواء المغربية أو غيرها من دول مجاورة، إلى جانب حضوره اللافت في الفن التشكيلي المغربي والأجنبي، وارتدائه من طرف عدد من الشخصيات ومشاهير العالم.

وذكر الإدريسي أن السر في استمرار القفطان المغربي لحدود الساعة هو مواكبته للتطور ليكون مصدر إلهام بشكل كبير.

بدوره، سجل عبد السلام أمرير، رئيس مصلحة التراث غير المادي بقطاع الثقافة بالوزارة، أن وفي هذا الصدد، أهمية هذه الورشة التي نظمت للتشاور  مع جميع المتدخلين من الممارسين لهذا العنصر من “معلمين ومعلمات ومصممين ومصممات”، لإعداد ملف حول القفطان بغاية ترشيحه لليونسكو، إذ لا تعد القطاعات الحكومية وحدها المعنية في هذا الإطار.

وأشار أمرير إلى أن مراحل هذه المشاورات، شملت بداية القيام بالجرد الميداني، من خلال التنسيق مع الأشخاص المعنيين، ثم وضع الآليات للمحافظة على هذا العنصر، والتشاور لإعداد فيلم يوثق هذه العمليات، لضم جميع الوثائق وإرسالها إلى اليونيسكو.

من جهته، أوضح مصطفى الجلوق، المنسق الوطني لاتفاقية اليونسكو سنة 2003 ورئيس قسم جرد وتوثيق التراث بمديرية التراث الثقافي، أن اللقاء يندرج في إطار استعداد المملكة المغربية لترشيح عناصر الفنون والتقاليد والمهارات المرتبطة بالقفطان، في اللائحة التمثيلية للتراث غير المادي لليونسكو، مشددا على ضرورة الحصول على الموافقة المبدئية من الأشخاص الحاملين للعنصر، من مصممي أزياء ومهنيين في القطاع بهدف ترشيح الملف الذي من المقرر بعثه إلى اليونسكو بتاريخ 31 مارس المقبل.

واعتبر الجلوق أن الترشيح يشمل أساسا الفن والتقاليد والمهارات المرتبطة بالقفطان وليس القفطان بحد ذاته، مشيرا إلى أن إدراج طبق الكسكس مثلا ضمن لائحة التراث اللامادي لليونيسكو لم يشمل المغرب لوحده بل ضم دولا أخرى من المغرب الكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى