بنسعيد: الثقافة هي مفتاح كل مشاكل العالم

عبر عن استعداد الوزارة لخلق مشاريع حقيقية بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة

قال المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، إن كل مشاكل العالم اليوم مفتاحها الثقافة، من محاربة التطرف إلى تليين الصراعات الناتجة عن تباينات شديدة في وجهات النظر.

وأفاد بنسعيد، في كلمة له، خلال الملتقى الثقافي لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، صباح اليوم السبت، بمدينة العرائش، أن هناك أسئلة مهمة تقارب من أهمية الثقافة في هيكلة المجال الجهوي، وتشمل كيفية استثمار الثقافة في التنمية والرفع من وتيرة التنمية عبر الثقافة وعلاقة الأخيرة بدينامية التنمية الشاملة بالجهة ودور قطاع الثقافة في التسويق للجهة ودور التجهيزات الثقافية في هيكلة المجال الترابي الجهوي وإمكانية تحقيق الثقافة لرقم قياسي وفاعل في النموذج التنموي الجديد.

واعتبر بنسعيد أن التنمية هي الإطار العام الذي يوفر ظروف حياة كريمة للإنسان، علما أن التنمية الثقافية هي عملية الرفع وتقوية مختلف شؤون ثقافة المجتمع باتجاه تحديد الأهداف والمقاصد المطلوبة، دلك أن إعداد الإنسان وبناءه بشكل معنوي وتحسين ظروف عيشه لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل، ولكن يفرض تحسينا مستمرا لنوعية الحياة نفسها.

وسجل الوزير أن التنمية الثقافية هي تقوية لأشكال التعبير الثقافي عن طريق توفير الظروف للرفع بها، لتصبح إحدى المعطيات الرئيسية لكل سياسة تنموية اجتماعية واقتصادية.

وأوضح بنسعيد أن الجهة ليست مجرد امتداد مادي أو مجال جغرافي أو تقطيع ترابي، بل هي أيضا شخصية ثقافية ومؤهلات تشكل تلاحما فريدا، تأسست ملامحه عبر التاريخ، فالمجال الترابي يتحدد من خلال عنصري الجغرافيا والاقتصاد والشق السوسيوثقافي، خاصة أنه يتحدد بدوره بالمجموعة البشرية التي تعيش فيه بتراكماتها التاريخية وذاكرتها وثقافتها.

وزاد مبينا:”لابد من استحضار مفهوم الهوية الثقافية التي تعني أن الماضي التاريخي وملامح الآباء والأجداد وأرض الأسلاف واللغة الأم والعادات والتقاليد والفنون والآداب والقيم وفنون العيش، تشكل عناصر الهوية الثقافية وما يعرف بالتراث الثقافي اللامادي”.

وأضاف متسائلا:”إذا كانت هده العناصر مجموعة تشكل معنويا مؤهلات هويتنا الثقافية، فهل نتوفر ماديا على تجهيزات ومرافق ثقافية تساير هده المؤهلات وتحتضنها؟ وإذا كانت جهة طنجة تطوان الحسيمة قد استفادت من تجهيزات ثقافية مهمة في إطار برامج ملكية كبرى، وشراكات ثقافية وهيئات عمومية أخرى، فإنه لا بد من استحضار أهمية التدخلات العمومية، وضرورة تناسقها على اعتبار أن الثقافة هو القطاع الذي يعني الجميع من وزارة وصية، منتخبين، وكالات التنمية، الفعاليات الجمعوية والخواص”.

وذكر المسؤول الحكومي أن الأمل كبير في تنزيل الاستراتيجية الجهوية لتثمين وإعادة الاعتبار لأهمية الثقافة أخدا بعين الاعتبار جميع محاور التدخلات الثقافية انطلاقا من تثمين التراث الثقافي الجهوي، عن طريق جرده ووضع خريطة تراثية وأثرية للجهة، وتنظيم مواسم ومهرجانات تثمن التراث الثقافي الجهوي، وتشجيع ودعم الفنون من مسرح وموسيقى وسينما وشعر وتشكيل، لاسيما أن هناك مهرجانات ناجحة.

ولفت بنسعيد أن الثقافة تتحول لعنصر دينامي يفضي إلى تساؤل وهو كيفية تسويق المجال الجهوي عن طريقها، مسجلا أن تنظيم الملتقى هو أول خطوة للمضي قدما في الاتجاه، الذي مضمونه خلق أسس شراكة حقيقية بين الوزارة والمجالس المنتخبة والقطاع الخاص، استشرافا لوضع خارطة طريق تمكن ن إدراك الغايات المتمثلة في إدماج الثقافة والفنون ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياحي للجهة.

وأعرب المسؤول الحكومي عن استعداد الوزارة الدائم للتعاون والشراكة المثمرة مع مختلف الفاعلين من أجل تفعيل السياسة الحكومية الرامية إلى إشراك الجميع في خلق مشاريع حقيقية بالجهة، ليكون بمقدورها تلبية التطلعات الفنية والثقافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى