بنعبد الله: الوحدة الترابية أساسية لاستقرار المغرب..والقادة الجزائريون فقدوا الصواب
عد الحكومة الحالية الأضعف منذ 20 سنة

قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية مسألة أساسية لاستقرار المغرب.
وأضاف بنعبد الله، اليوم السبت، في الدورة الرابعة للمجلس المركزي لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، تحت شعار:”رص الصفوف وتوحيد الجهود من أجل مواصلة الدفاع عن قضايا الشباب”، في الرباط،:”يتعين أن يكون لديكم وعي راسخ أن المغرب بدون صحرائه فهو مهدد في كينونته واستمراره، وهي الفكرة التي عليكم حملها دون وطنية متعصبة أو شوفينية، فلا إصلاح ولا تقدم إلا في تراب محرر ومستقل وبقرار وطني، وهي معركة يتعين أن تستمر دفاعا عن الوحدة الترابية واستكمالا لها فيما يتعلق بسبتة ومليلية والجزر التابعة لها، وأن نكون واعيين بكل ما يحاك من مناورات سواء من خصومنا في الجزائر الذين يذهبون في تصعيد وموقف عدائي”.
وزاد مبينا:” كل ما عشناه لمدة 50 سنة، لم نعش مثله اليوم، لأنه أصبح مقلقا، فالقادة الجزائريين فقدوا الصواب، أمور عديدة تجعلهم يتجهون في الأمر، منها كون المغرب حقق تقدما في الفترة الأخيرة من خلال التحول الذي شهدته مواقف عدد من الدول كأميركا وإسبانيا فضلا عن تنوع علاقاته على الصعيد العالمي، حيث لم يعد يعتمد على علاقات متينة مع دول أوروبية بل اتجه لأميركا والصين وروسيا وإفريقيا، وهي مسألة تقتضي من الشبيبة وجودا أقوى وأن يعمل الحزب في نفس الاتجاه من أجل الحضور الوطني والدولي لتفسير كل تلك التحديات”.
وقال القيادي الحزبي:”الانخراط في القضايا السياسية في البلاد مطروح على الشبيبة ويتعين حملها بقوة خاصة في وضع يتسم بهوة تتسع أكثر بين الشباب، نحن في الحزب أصبحنا استثناء أمام الملايين من المواطنين، فالأغلبية الساحقة من الشباب خارج أي اهتمام بالفضاء السياسي والنشاط الحزبي المباشر، لكن هناك حلقة مفقودة تجعل أن الأغلبية الساحقة توجد خارج هذا الاهتمام ومن أدوارنا مقاربة الأمر وإيجاد الأشكال المناسبة، وجلب اهتمامهم بميولات اليوم ومواقع اليوم، علما أن كل ما هو تحليلي مركب وطويل لا ينفع اليوم بل جملة صورة وتعبير، وهو أمر في عمقه يمكن أن يتنافى مع كنه مدرستنا التي تحلل العوامل المختلفة المؤدية لواقع معين اللهم إذا وجدنا أشكالا تواصلية”.
وسجل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن هناك توترا حصل مع فرنسا وله ارتباط وثيق مع مسألة أساسية، هي أن المغرب أصبحت لديه سيادة وطنية وقرار وطني أقوى وهو ما لم تتحمله فرنسا لأنها تريد الاستمرار في اللعب بين المغرب والجزائر، وأن تحتفظ بمواقعها التقليدية التي أصبحت تفتقدها في علاقتها مع الدول الإفريقية، في سياق حملات ضد المغرب خاصة في قضايا الحريات وحقوق الإنسان تقوم بها بعض الأوساط.
على صعيد ذي صلة، دعا بنعبد الله إلى تمتين الجبهة الداخلية كطريق أمثل للدفاع عن السيادة الوطنية، والالتحام وراء الملك محمد السادس وهو ما يتعين الحفاظ عليه.
واعتبر بنعبد الله أن الحكومة الحالية هي الأضعف منذ ال20 سنة الأخيرة من عهد التناوب للآن، على مستوى حمولتها السياسية وضعفها السياسي والتواصلي، بما يتناقض مع تقوله أنها نابعة عن صناديق الاقتراع وتمثل 3 أحزاب لأول مرة ولهم أغلبية واسعة، مشددا على ضرورة الوقوف ومسائلة الأوساط خاصة الشبابية منها لأن كثيرا منها تشكو الحكومة وضعفها، و هي التي لم تصوت ولم تشارك في المعركة الانتخابية الأخيرة، في غالبية الأحوال.
وذكر بنعبد الله أن مسألة العزوف السياسي لها أسباب وربما هناك من أراد الأمر بشكل خاطئ وهناك مسؤولية شخصية لتلك الأوساط لأن الأمور لن تتغير لوحدها، بل بوجوب المشاركة لإحداث التغيير المنشود على أرض الواقع.
وخلص الأمين العام للحزب إلى أن الحكومة غير قادرة على بلورة النموذج التنموي لأنه يمثل مقاومة لاقتصاد الريع وتضارب المصالح وهي غارقة في الأمر بشكل فظيع، خاصة أنه لا يوجد نموذج تنموي بدون فضاء وأحزاب ومؤسسات قادرة على حمله وبالتالي تعبئة سياسية وأحزاب قادرة على بلورته واقعيا.