تنديدا بالابتزاز والتهديد من قبل مؤسسة للتعليم الخاص بسلا, عشرات الآباء يطرقون باب القضاء

قررت عشرات الأسر طرق باب القضاء في مواجهة مؤسسة للتعليم الخاص بسلا الجديدة بعد رفض إدارة “مؤسسة أجيال الغد” الخصوصية إعادة تسجيل أبنائهم.

 جاء ذلك بعد  الوقفة السلمية التي نظمها آباء وأولياء التلاميذ، يوم الجمعة 31 مارس 2023 .

 ووفق بيان صادر عن جمعية آباء و أولياء التلاميذ فإن هذه الوقفة أعقبتها  حملة شنعاء من طرف بعض الجهات المحسوبة على هاته المؤسسة، وذلك بهدف تسفيه قضيتهم العادلة وتشتيت النقاش عن مشروعية المطلب الرئيسي المتمثل في حماية حق الأبناء في التعليم  و حماية مصلحتهم الفضلى.

 وشدد البيان على أن الوقفة جاءت انطلاقا من حرص جمعية آباء و أولياء التلاميذ على تداول هذا الإشكال في إطاره التربوي للتعبير عن رفض سياسة الأمر الواقع التي حاولت إدارة المؤسسة فرضها على الأسر بمنطق تسليع التعليم والتعامل مع التلاميذ كبضاعة تخضع للمساومة والاحتجاز.

 كما جاء تنظيم الوقفة للتعبير أيضا عن رفض الشطط وأسلوب التهديد والابتزاز الذي تحاول المؤسسة “التي يفترض أنها تربوية”، ممارسته على الأسر بعد بعث إنذارات عبر مفوض قضائي لإرغامهم على أداء واجب شهر يوليوز تحت طائلة رفض تسجيلهم رغم عدم تمدرس التلاميذ

وشدد البيان على أن رفض أداء شهر يوليوز 2022 موضوع النزاع هو مسألة مبدئية تستند على قاعدة “الخدمة مقابل  العمل”، وكل مخالفة لهذه القاعدة يُعد “استخلاصا للمال بدون مسوغ قانوني”، بل ومحاولة ابتزاز صريحة و خرق واضح وصريح للقوانين المنظمة وكدا الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل التي يعتبر المغرب واحدا من الموقعين عليها والملتزمين ببنودها.

 وأعلنت الجمعية أن مساعيها نحو إطار علاقة متوازنة مع المؤسسة  ومبادرتها لعقد سلسلة من الاجتماعات لإيجاد حل يراعي مصلحة التلاميذ، قوبل بإغلاق الإدارة  لباب الحوار، وتشبثت بموقفها المتشنج,  بحيث رفضت أي تسوية، وتمسكت بالأداء وبأسلوب ينطوي على التهديد والتعسف بعد اتخاذ ملفات ووثائق التلاميذ كرهينة.

كما سجلت الجمعية الموقف السلبي للمدير الإقليمي، وقالت أنها وفي إطار حسن النية  قامت بمراسلة المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسلا بهدف القيام بدوره في الوساطة غير أن هذا الأخير لجأ للتماطل والتسويف, ما أبان عن ضعف المديرية الجهوية أمام لوبي التعليم الخصوصي.
 كما بادرت الجمعية لمراسلة الأكاديمية والوزارة دون التوصل بأي رد في تناقض صارخ مع الالتزامات الواردة في البرنامج الحكومي في الشق المتعلق بالتعليم الخاص.

 وندد البيان بالحملة المغرضة التي تشنها إحدى السيدات التي تحدثت عن تغطيات صحفية تحت الطلب،  وترويجها لإشاعات تدعي تقديم الآباء لرشاوى مالية إلى المنابر الإعلامية من أجل تغطية الوقفة الاحتجاجية، وهو ما يعتبر إهانة مرفوضة للجسم الصحفي، فضلا عن تقديمه رسالة سلبية للمجتمع الدولي بشأن حرية الصحافة في المغرب

 وأعلنت الجمعية رفضها لمحاولة التشويش على نضال الأسر, وتؤكد عزمها رفع دعوى قضائية من أجل رد الاعتبار, كما تحترم قرار بعض المنابر الصحفية اللجوء الى القضاء وسلك جميع المساطر القانونية والقضائية، في مواجهة مروجي هاته الأخبار الزائفة.

وسبق لاتحاد آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب  أن وجه بدوره مراسلة إلى وزير التربية الوطنية،  دعا فيها لوقف ابتزاز وتجاوزت عدد من مؤسسات التعليم الخاص.

ونبهت المراسلة الى ما  يجري من تجاوزات ومس بحقوق الأطفال في التعليم من طرف كثير من المؤسسات الخاصة والتي لم تستجب لطلبات الآباء  حيث التجأ معظمها ضدا على المبادئ المؤطرة للحق في التعليم إلى عدم تمكين الآباء من الملفات والوثائق الإدارية الخاصة بهم، وعدم تمكينهم من التسجيل برسم الموسم الدراسي المقبل مشترطة مقابل ذلك، التسوية المالية  للأشهر موضوع النزاع بين الأسر وأرباب المؤسسات التعليمية الخاصة

وأشارت المراسلة إلى تعامي مؤسسات التعليم الخاص عن  توالي  صدور أحكام قضائية استعجالية تدين هذا الامتناع وتقضي بحق التلميذ ووليه في التسجيل و تحصيل الوثائق التربوية والإدارية من المؤسسة الخاصة. معتمدة في ذلك على القاعدة القانونية: “المصلحة الفضلى للمتمدرسين وحقهم في تيسير لهم الولوج للتعليم اكد  الاتحاد “أنه لا ينبغي أن يتحول عدم إعمال القانون عن سبق إصرار وتعمد من طرف المسؤولين التربويين إلى سبب مباشر في إغراق محاكم القضايا الاستعجالية بملفات حسمت فيها المساطر القانونية والإدارية وقال القضاء فيها كلمته الفصل أكثر من مرة.