“جمعية مكافحة الإفلات من العقاب بمخيمات تندوف” تدين اختطاف ناشطة صحراوية

حملت الجزائر مسؤولية ضمان سلامة الموجودين على أراضيها

أعربت الجمعية الصحراوية لمكافحة الإفلات من العقاب بمخيمات تندوف عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة لاختطاف الناشطة الصحراوية محمود احميدة، السبت، من طرف عناصر مسلحة تابعة ل”البوليساريو”.

وذكرت الجمعية، في بيان لها، تلقى”صحراء ميديا المغرب”، نسخة منه، اليوم الأحد، أن هذا الاختطاف ليس حادثة معزولة، علما أنه يمثل نسقا ممنهجا للقمع والترهيب ضد المحتجين السلميين ممن يسعون إلى فضح الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون على التراب الجزائري.

وسجلت الجمعية أن هاته الحملة الشعواء التي تقودها بوليساريو لقمع النشطاء وقادة الرأي وتكميم أفواه المحتجين سلميا تشكل امتدادا للحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي تفرضه بوليساريو على المخيمات، والذي تسعى من خلاله إلى خنق أي نشاط تجاري مستقل قد ينهي ارتهان الصحراويين لإملاءاتها، ومحاولة تطويعهم لخدمة أجندتها السياسية، عبر احتكار تدبير كل الأنشطة التجارية بالمخيمات، لافتة إلى أن كل ذلك ينضاف إلى الحصار الإعلامي والعسكري المضروب حول هاته المخيمات، وكل من يحاول كسر حاجز الخوف أو البحث عن موارد عيش خارج أسوار المخيمات، حيث يواجه بالرصاص الحي والحرق داخل حفر التنقيب عن الذهب، كالشابين مح حمدي ول سويلم وعالي الإدريسي، بالإضافة إلى عشرات الشباب الصحراويين الذين لقوا حتفهم على التراب الجزائري على امتداد السنوات والأشهر القليلة الماضية.

وجدد البيان التأكيد على أن الجزائر، بصفتها البلد المضيف، تتحمل مسؤولية مباشرة عن ضمان سلامة جميع الأفراد الموجودين على أراضيها وتحت ولايتها القضائية، حيث يعتبر اختطاف محمود احميدة على الأراضي الجزائرية تأكيدا جديدا على الحاجة الملحة للجزائر للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وتفعيل ولايتها الحمائية بما يتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها دوليا.

وجددت الجمعية الصحراوية لمكافحة الإفلات من العقاب بمخيمات تندوف تضامنها مع جميع النشطاء الصحراويين بالمخيمات أمام ما يطالهم من انتهاكات جسيمة على التراب الجزائري، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن محمود احميدة ووقف جميع أشكال القمع والتنكيل بالنشطاء في مخيمات تندوف.

على صعيد ذي صلة، طالب المصدر ذاته المنظمات الحقوقية والحكومات في جميع أنحاء العالم بضرورة تكثيف الجهود من أجل وضع حد لما يكابده الصحراويون من معاناة على التراب الجزائري، ووضع سلطات البلد المضيف الجزائر أمام مسؤولياتها الدولية لحمايتهم وضمان سلامتهم واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة من أجل ترتيب المسؤوليات وضمان عدم الإفلات من العقاب.

يشار إلى أن اختطاف الناشطة الصحراوية من طرف عناصر البوليساريو من أمام مقر الكتابة التنظيمية لهذا التنظيم، تم أثناء خوضها لاعتصام مفتوح احتجاجا على أعمال التضييق والانتقام التي تمارسها عليها قيادة البوليساريو، خاصة بعد حرمانها من طرف عناصر من الجبهة، من حقها المشروع في ممارسة أنشطة تجارية تعيل أبناءها وباقي أفراد أسرتها، في ظل الوضع الإنساني المزري داخل المخيمات، مع استمرار إمعان قياديي البوليساريو في نهب وتهريب المساعدات الإنسانية الموجهة لهاته المخيمات، وإعادة بيعها في دول الجوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى