بركة يدعو لصياغة ميثاق وطني لتخليق الممارسة السياسية

قال إن التحالف الحكومي يطبعه التجانس والنجاعة

دعا نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، لصياغة ميثاق وطني لتخليق الممارسة السياسية والتقاط الإشارات الملكية لتخليق الحياة البرلمانية وإقرار مدونة الأخلاقيات بقرار ملزم، وتعزيز فعالية نظام تمثيلي بما يساهم في تعضيد النموذج المغربي للإجابة على عدد من الإشكاليات، مطالبا باقي الفرقاء السياسيين بالارتقاء بالممارسة السياسية في البلاد.

وأكد بركة، الجمعة، في المؤتمر العام ال18 لحزب الاستقلال، أن حزبه يجدد العهد للترافع المستميت عن تطلعات المواطنين لمحاربة الفقر والهشاشة وتحقيق مغرب العزة والكرامة، مسجلا أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع ظرفية سياسية واجتماعية مليئة بالفرص ومطبوعة بالتحولات الإيجابية لتحقيق التطور والإنصاف والحاملة للعديد من التحديات، من قبيل توالي سنوات الجفاف وارتفاع الأسعار والتضخم نتيجة الحرب على أوكرانيا وآثار الأزمة الصحية جراء كورونا وانعكاسات زلزال الحوز.

وقال القيادي الحزبي:”يتعين تحصين المكتسبات التي حققتها البلاد في إطار منظومة الحقوق والحريات، حيث أنه ليس من المواطنة استغلال فضاء الحريات للمس بالحياة الخاصة للأشخاص وبث خطابات الكراهية والتفرقة تستهدف مؤسسة الأسرة والسكينة داخل المجتمع المغربي”.

وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال على أنه كان لابد من إحداث رجة لإصلاح الحقل السياسي، علما أن المغرب نجح تحت قيادة الملك محمد السادس في إجراء المراجعات الدستورية التي أعقبتها صحوة سياسية وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتقوية دولة الحق والقانون، كما أن الحزب كان في قلب التحول من خلال إنضاج مصالحة المواطنين مع الفعل السياسي وتجويد المنظومة القانونية المؤطرة للانتخابات من خلال اقتراحات مهمة وبلورة نموذج تنموي جديد، مبينا:”ترافعنا عن تخليق الممارسة السياسية وإعمال ربط المسؤولية بالمحاسبة وتحصين العمل السياسي والانتخابي مما قد يشوبه من أعمال مشينة وممارسات غير أخلاقية”.

 

وأبرز بركة تمكن الحزب من تنظيم استحقاقات انتخابية في موعدها الدستوري، رغم الظرفية الصعبة لجائحة كورونا والصدمات الخارجية، فضلا عن كون الإرادة الشعبية كانت حاسمة في إبراز أغلبية ديمقراطية جديدة لإحداث التغيير المنشود، إذ اختارت الحزب ضمن التحالف المنتخب لقيادة المرحلة، وتشكل الفريق الحكومي الذي يقوده أخنوش و الذي يطبع أداءه التجانس والنجاعة ومباشرة الإصلاحات المنشودة وإرساء تعاقدات مجتمعية جديد وخلق طفرات تنموية لطمأنة المواطنين في نهج طريق التحول والإصلاح.

وقال بركة:”عملنا من أجل تحقيق ثورة اجتماعية في البلاد، تم تفعيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس كدعامة لتكريس خيار الدولة الاجتماعية، انتقلت البلاد لسقف أعلى في تنزيلها للحماية الاجتماعية بفضل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر الذي استفاد منه 12 مليون مواطن من دعم شهري مباشر لا يقل عن 500 درهم، فضلا عن تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية وإصلاح مجالات التعليم والصحة والعمل على تحسين الدخل في إطار الحوار الاجتماعي”.

وأضاف بركة:”تم إطلاق برنامج الدعم المباشر للسكن، إلى جانب مشاريع كبرى لتحلية المياه وتسريع وتيرة السدود الكبرى والتلية في العالم القروي، هناك تحول اجتماعي مهم موسوم بالإدماج ومحاربة التوريث الجيلي للفقر ومراجعة مدونة الأسرة للارتقاء بوضعية الأسرة وتقوية تماسكها في ظل الثوابت الجامعة للأمة المغربية”.

وسجل بركة وجود طفرة تنموية بفضل سياسة الأوراش الكبرى على مستوى التجهيزات التحتية والمنشآت العمرانية، في مجالات الطرق والنقل ومرافقها ذات المواصفات الدولية في إطار احتضانها لكأس إفريقيا وكأس العالم 2030.

وقال القيادي الحزبي:”نحن مدعوون للسرعة القصوى في إدماج وتثمين العنصر البشري كرافعة للزخم التنموي وأيضا تعزيز الثقة في مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات وجمعيات المجتمع المدني وهو ما يفرض تجدد آليات اشتغالها”، لافتا إلى أن الحزب انخرط في دينامية سياسية وتنظيمية مكن من تصحيح المسار والقيام بتقوية رصيد المصالحة والثقة وتثمين الهوية الاستقلالية وتعزيز موقع الحزب في الساحة السياسية، وتعزيز الإنصات وتواصل القرب والترافع عن انشغالات المواطنين.

واقترح بركة تطوير الاقتصاد الفلاحي الملائم للتغيرات المناخية وتطوير الاقتصاد السياحي واقتصاد الحماية الاجتماعية والاقتصاد الرياضي والثقافي والفني والحركية الكهربائية لتطوير الصناعات الصديقة للبيئة وتقوية الاقتصاد التضامني والسيادة الصناعية والمائية، مع نهج خارطة طريق في مجال التكوين لخلق فرص عمل للشباب في مجالات تحلية المياه والمهن الجديدة، وتقوية الاندماج الصناعي في البلاد، والمقاولات الصغرى والمتوسطة بتقليص الضغط الضريبي، لمواكبة الأوراش الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس.

واعتبر بركة أن موقف الملك باعتباره رئيسا للجنة القدس كان حازما في إدانة كل التجاوزات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري الممارسة ضده، كانتهاكات تتعارض مع أحكام القانون الدولي، كما أنه قام بتقديم يد المساعدة للفلسطينيين.

وخلص بركة إلى أن الحزب تابع التطورات الخطيرة في قطاع غزة وما خلفته إسرائيل من تدمير ممنهج وكارثة إنسانية، معبرا عن إدانته للمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، إذ أنه لا بديل عن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى