بوريطة: الصحراء المغربية ستصبح قطبا متميزا للتعاون جنوب-جنوب

كوت ديفوار تفتح قنصلية عامك في العيون

قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالعيون، إن الصحراء المغربية باعتبارها “ملتقى تجاريا مهما” بين المغرب وعمقه الإفريقي، ستتحول إلى قطب متميز للتعاون جنوب-جنوب.

وأضاف بوريطة في لقاء صحافي مشترك مع وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج، علي كوليبالي، أن “منطقة الصحراء المغربية ملتقى تجاري مهم وقطب للتعاون جنوب-جنوب. إنها صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي”.

وسجل بوريطة، الذي ترأس إلى جانب كوليبالي حفل افتتاح قنصلية عامة لجمهورية كوت ديفوار بالعيون، أن هذا الواقع تكرس بفتح عدة تمثيليات دبلوماسية لبلدان شقيقة وصديقة.

ولفت بوريطة إلى أن دبلوماسية البلدين عملت دائما في إطار تضامن فاعل بما يخدم المصالح العليا للبلدين الصديقين،وأن فتح هذه القنصلية يعكس تشبث كوت ديفوار بموقفها بخصوص قضية الصحراء.

وشدد بوريطة على أن هذا الفعل الرمزي “مهم للغاية. فقد ظلت جمهورية كوت ديفوار على الدوام سندا للمغرب في جميع معاركه لصون الوحدة الترابية للمملكة من خلال المواقف والتعبئة والأفعال”.

واعتبر بوريطة أن فتح قنصلية عامة لكوت ديفوار ليس فقط تجسيدا لهذا الموقف السياسي الواضح، بل هو أيضا أداة لتعزيز التعاون الثنائي، مذكرا بالزيارات المتواترة للملك محمد السادس لهذا البلد الإفريقي الصديق.

وأفاد بوريطة بتخصيص ثلاثين منحة للطلبة الإيفواريين الراغبين في استكمال تكوينهم بالعيون في الميادين المتصلة بمهن البحر والطاقات المتجددة والفلاحة والسياحة.

ويتعلق الأمر بخامس تمثيلية دبلوماسية بالعيون، بعد القنصلية العامة لجزر القمر المتحدة التي افتتحت في ديسمبر المنصرم، والقنصليات العامة للغابون وساو تومي وبرنسيبي وجمهورية إفريقيا الوسطى التي دشنت في يناير.

من جهته، قال وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج إن افتتاح قنصلية عامة بالعيون “يتوافق مع منطق التاريخ” ، ويتناغم مع موقف جمهورية كوت ديفوار الراسخ بخصوص مغربية الصحراء.

وأكد الوزير الإيفواري أن قرار فتح تمثيلية دبلوماسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة “يندرج في إطار السياسة المقدامة والبرغماتية التي طالما دافعنا عنها في المحافل الدولية، والمتمثلة في مغربية الصحراء. ونعتقد في هذا الصدد أننا نمضي وفق منطق التاريخ”.

وأضاف المسؤول الإيفوري أنه “تبعا لذلك، من نافلة القول أن جمهورية كوت ديفوار تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب وتعتبره جديا وذا مصداقية”.

واعتبر كوليبالي أن تدشين هذه التمثيلية الدبلوماسية بالعيون، “أهم حاضرة بالصحراء المغربية” وبوابة إفريقيا، “هو بلاشك لبنة جديدة تضاف إلى صرح العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين منذ عقود، واللذين يتبادلان مشاعر التقدير والاحترام”.

كما أكد أن هذا القرار دليل على “صداقة لا تنفصم عراها” من الشعب الإيفواري تجاه الشعب المغربي، وعلى “مشاعر المودة التي يكنها الشعب الإيفواري لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وشدد المسؤول الإيفواري على أن هذا الحفل يترجم التعاون الثنائي الإيفواري-المغربي، الذي ارتقى به الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا إلى مستوى غير مسبوق، مضيفا أن “محور الرباط-ياموسوكرو تحول بفضل رؤية وقيادة قائدي البلدين إلى نموذج للتعاون جنوب-جنوب خدمة للفاعلين الاقتصاديين بالبلدين ولكلا الشعبين”.

وبعدما ثمن عاليا قرار المغرب تخصيص 30 منحة إضافية للطلبة الإيفواريين لاستكمال تكوينهم بالعيون، أوضح الوزير كوليبالي أن هذه القنصلية ستكفل “تمثيلية إيفوارية كبيرة” بالجهات الثلاث لجنوب المغرب، وهي كلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة واد الذهب. واعتبر المسؤول الإيفواري أن طموح الحكومة الإيفوارية “النبيل” من اتخاذ هذا القرار يكمن في تقريب الإدارة القنصلية من المواطنين الإيفواريين المقيمين بالجهات الثلاث وتعزيز حمايتهم القنصلية.

وأكد كوليبالي أن فتح بلاده لقنصلية في أقاليم الصحراء المغربية “يمكنها من تكييف مقارباتها مع تطورات البيئة الاقتصادية والمالية للمغرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى