رحيل ثريا جبران.. “أيقونة” المسرح المغربي والعربي

توفيت الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة، ثريا جبران، الإثنين، بمستشفى الشيخ زايد في مدينة الدار البيضاء، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 68 سنة.

ولجت جبران المستشفى أخيرا بعد تدهور حالتها الصحية، حيث تكفل الملك محمد السادس بمصاريف علاجها.

وقالت حياة جبران، شقيقة الراحلة، في تدوينة سابقة لها بموقع”انستغرام”:”لطالما أمتعتنا بأدوارها فوق خشبة المسرح المغربي والعربي، فنانة بما تحمله الكلمة من معنى، موهوبة مجتهدة ملتزمة محبة لفنها ووطنها، صديقة زملائها، ناجحة بمشوارها الغني بأعمالها. اليوم تمر السيدة ثريا جبران بأزمة صحية، لا اعتراض على ابتلاء الله سبحانه”.

ولدت السعدية قريطيف الشهيرة فنيا باسم “ثريا جبران” بمدينة الدار البيضاء وعاشت في كنف زوج شقيقتها محمد جبران بعد وفاة والدها، ودفع عمل والدتها كمربية في إحدى المؤسسات الخيرية بالمدينة لاكتشاف هذا المكان والاطلاع على حياة نزلائه عن كثب، نظرا لمواظبتها على زيارته.

بدأت جبران مسارها الفني في سن مبكر، لا يتجاوز عشر سنوات، ليبرز اسمها لاحقا في عالم المسرح والسينما، التحقت بمعهد المسرح الوطني بالرباط في أواخر الستينات.

قدمت جبران العديد من الأعمال المسرحية المتميزة، منها”حكايات بلا حدود” و”امرأة غاضبة” و”النمرود في هوليود”، فضلا عن إنتاجات تلفزيونية وسينمائية، بصمت الذاكرة الفنية المغربية.

تم اختطافها في السبعينات من طرف مجهولين ليتم حلق شعرها وهو ما تم ربطه وقتها بجرأتها في طرح قضايا سياسية، تزامنا مع سنوات الجمر والرصاص.

حصلت جبران على وسام الاستحقاق الوطني من طرف الملك الراحل الحسن الثاني ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس.

شغلت منصب وزيرة الثقافة في الحكومة المغربية سنة 2007، لتصبح أول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب السياسي، تهتم بتطوير المجال ووضعية مهنييه، من خلال إعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، بإقرار مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية.

ارتبطت الأعمال الفنية لثريا جبران بالبسطاء، وبرعت في أداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين.

وبمجرد الإعلان عن خبر وفاتها، نعى العديد من الفنانين والمثقفين المغاربة فقيدة”المسرح” من خلال حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال النقاد السينمائي، عبد الكريم واكريم،:”وفاة فنانة كبيرة كل العزاء للوسط الفني”، فيما قالت المطربة حياة الإدريسي:”إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم تغمدها برحمتك الواسعة وثبتها عند السؤال واسكنها فسيح جناتك والهم ذويها الصبر والسلوان”

وكتب المسرحي عبد الجبار خرمان في تدوينة له،” سيدة الخشبة المغربية والعربية ثريا جبران في ذمة الله لروحك السلام والسكينة أيتها المرأة المبدعة العظيمة”.

واعتبر المسرحي أمين ناسور وفاة جبران خسارة للوسط الفني، الذي فقد برحيلها ممثلة مغربية وعربية استثنائية، تحظى باعتزاز الجميع، لما غمرتهم من عطف وتشجيع للعديد من المواهب الفنية منذ البدايات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى