ابن كيران: لا يمكننا خذلان دولتنا في قضية ولحظة حرجة

طالب منتقدي العثماني بالتزام الصمت والهدوء

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق، إنه لا يمكن لأعضاء الحزب قول كلام وإصدار تصرفات تبين خذلانهم للبلاد في قضية ولحظة حرجة، وذلك تعليقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.

وأعرب ابن كيران، في بث مباشر عبر “فيسبوك” عن امتعاضه من أصوات داخل الحزب تنادي باستقالة سعد الدين العثماني من رئاسة الحكومة، عقب توقيعه أمس على بيان مشترك بين المغرب وأميركا وإسرائيل.

وأفاد ابن كيران بأن الأمر يهم تصرفات تنسف موقف الأمانة العامة للحزب بعد إشادتها بالخطوة الأميركية بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء وموقف الملك محمد السادس الداعم للقضية الفلسطينية.

وقال ابن كيران:”هذه ليست سياسة، المطالبة بإقالة العثماني وتكليف سليمان برئاسة الحزب، هذا ليس الحزب الذي أعرفه، هو حزب مؤسسات تجتمع وتناقش في الوقت المناسب، فالحزب يترأس الحكومة منذ عشر سنوات، وهو عضو أساسي في بنية الدولة التي يترأسها الملك والذي يتخذ القرار بصفة عامة في القضايا المصيرية والسيادية كهذه القضية”.

وزاد ابن كيران مبينا:”عليكم ألا تنسوا مواقف الملك المشرفة في قضية الصحراء وفلسطين وكذا في حزبنا الذي كان من المفروض أن يتم حله حينما تولى الملك مقاليد الحكم بعدما توفي الراحل الحسن الثاني، إذا أردتم الخروج من الحكومة ليس مشكلا لكن ليس في هذا التوقيت لأننا دائما مع الملك، هذا وقت الاصطفاف وراءه لكي لا نضر بسمعة البلاد، نحن لا يمكننا الضغط على العثماني ليقدم استقالته ونصبح في أزمة نخلقها للدولة، علينا البقاء متحدين ونلتزم الهدوء للحفاظ على مصلحة حزبنا ومصلحة الدولة العليا”.

وذكر رئيس الحكومة الأسبق أن المغرب عاش حدثين كبيرين، أخيرا، أولهما القرار الصائب للملك بتسيير قضية الكركرات بطريقة موفقة لقيت ترحيبا دوليا عارما، ثم بعد ذلك الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية واستئناف العلاقات من خلال إعادة فتح مكتب التواصل بين المغرب وإسرائيل.

وقال ابن كيران:”كنت سأتكلم في ذلك الوقت لأدلي برأيي لكن ارتأيت أن أترك التعليق للحزب فهو لديه أمين عام يتحدث باسمه، وأي كلام صادر عني كان سيظهرني كمشوش على الحزب”.

وأشار ابن كيران إلى أنه لم يكن يتدخل سابقا في قضية الصحراء إلا بإذن من الملك لأنها قضية سيادية فيها معركة دامت أكثر من 40 سنة، منذ الاستقلال، خاصة أن البلاد مرت بمراحل عصيبة، بسبب مناورات القيادة الجزائرية، الهادفة إلى تحطيم علاقتها بالأقاليم الجنوبية وإدخال المملكة في خطر محدق.

وقال ابن كيران:”اعتراف أميركا بمغربية الصحراء حدث كبير رافقه استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل التي كانت منذ 1994 إلى 2002، ثقافتنا كحزب سياسي من الحركة الإسلامية توضح موقفنا المضاد التطبيع، في المقابل، فالمغرب يمشي بخطوات مضبوطة، والملك هو الذي يتخذ القرار في هذا المجال، الملك لم يمنع أحدا من إظهار رأيه في الموضوع، وهو ما حفز حركة التوحيد والإصلاح لإصدار بيان تتأسف من خلاله لهذا الموقف في إطار الاحترام اللازم للملك محمد السادس ومساندته فيما يخص أقاليمنا الجنوبية”.

واعتبر ابن كيران أن أي كلام على العثماني غير مقبول حاليا لكونه طرفا في الدولة.

وقال الأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية:”نحن في معركة خارجية يعاينها العالم، وبالتالي لا يمكننا أن نخذل دولتنا في هذا الوقت، الحزب نوه باعتراف ترامب وموقف الملك في الكركرات وفلسطين، ولا يمكنه إبداء موقف مغاير”.

وزاد ابن كيران:”لا يمكنكم الحكم على العثماني بسبب توقيع البيان الثلاثي، فهذا حزب مؤسسات علينا احترامها وعقد مجلس وطني أو مؤتمر استثنائي في الوقت المناسب واتخاذ القرار الملائم حينها بعد الاستماع للمعطيات التي يقدمها رئيس الحكومة”.

وعزا ابن كيران صمته خلال الفترة الماضية إلى كونه غير راض عن أمور داخل الحزب.

وقال ابن كيران:”استشعرت أنه لم يعد لدي ما يقال، لم تكن قطيعة مطلقة، كان يزورني بعض الإخوان وتستدعيني الشبيبة، كنت في إطار صمت الشخص الذي يرى ما لا يسره، ما حال بيني وبين مغادرة الحزب أنني لم أرد التخلي عنه في حال طلب مني التدخل في أمر معين، إلى جانب العلاقات الأخوية التي نسجتها لأربعين عاما مع بعض الإخوان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى