الجراري: يجب التوفيق بين الحداثة والتقليد.. والثقافة ضرورية لتحقيق التنمية
قال عباس الجراري، أستاذ الأدب المغربي، والمستشار الملكي السابق، إن “العالم الإسلامي يحتاج تشخيصا دقيقا لتراثه، وماضيه، لنحدد الصالح فيه والطالح”، مؤكدا على أن “الحداثة أيضا تحتاج تصفية، لأنها نشأت في بيئة أخرى لها تقاليدها وثقافتها، ويصعب تطبيقها كما هي على ثقافتنا”.
وأشار الجراري، في معرض محاضرته التي ألقاها مساء الثلاثاء بمقرّ المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، في الرباط، لدى افتتاحها الدورة الجديدة من “ملتقى الإيسيسكو الثقافي”، إلى أن العالم الإسلامي يمر بفترة حرجة وصعبة، متأسفا على دوامة النزاعات الحروب التي غرق فيها، والتي تفوت عليه فرصة الاستفادة من ثرواته وقدراته البشرية، وهو ما حدا به إلى الإقرار بضرورة “التوفيق بين الأصالة التي نعتز بها والحداثة التي نريد أن نلحق بها”.
وفي ذات السياق شدد عميد الأدب المغربي على أن “التنمية، وكل ما نسعى إليه ماديا، لن يقوم إلا إذا كانت الثقافة في انطلاقته” معتبرا أن الثقافة هي “وعي بالذات، ووعي بالهوية ومقوماتها، ووعي بالشخصية من لغة ودين ومعارف”، منتهيا إلى أن “شتات العالم الإسلامي لا يمكن أن تلمَّهُ إلا الثقافة”.
ولفت الجراري الانتباه إلى أن “الحوار قائم في قيمنا الإسلامية”، منبها إلى ضرورة “الأخذ بالأسباب العلمية” في العالم الإسلامي والاعتناء اكثر بالثقافة والعلوم،دون ان يفوته التذكير بأن “الجامعات أكثر من أن تعد في العالم الإسلامي”، متسائلا عن أثرها في المجتمع، وفي حل المعضلات، وتكريس الوعي والتقدم الحضاري.