وزراء خارجية أفارقة يدعون لمحاربة هجرة الأدمغة نحو أوروبا

بوريطة: تكوين شباب أفريقيا اولوية كبرى في التعاون جنوب- جنوب

نادية عماري

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربةالمقيمين بالخارج، إن تكوين الشباب الأفارقة في مؤسسات التعليم المغربية مشروع يحظى بأولوية كبرى في تعاون جنوب- جنوب.

ودعا بوريطة في افتتاح الدورة الثامنة لقمة الطلبة الأفارقة بالرباط، اليوم الجمعة، إلى توظيف المهارات والقدرات الأفريقية في دول المنشأ باعتبارها قوة عمل كبيرة، وجب استخدامها للنهوض بدول القارة الأفريقية، عوض عملهم في دول أوروبية.

وطالب الوزير المغربي ببث الثقة في نفوس الشباب لمواجهة الصعوبات التي تعترض بلدانهم، وتشمل البطالة والهشاشة الاجتماعية ومخاطر أمنية عن طريق تهديدات إرهابية، مما يستدعي العمل على تنميتها والحفاظ على أمنها، عن طريق إعادة التفكير في تأهيلها لمواكبة روح العصر بطريقة مبتكرة.

وقال بوريطة:”المغرب مقتنع أن إفريقيا عليها أن تضع التعاون في مجال التكوين في صلب أولوياتها بهدف خلق فرص للشغل لـ30 ألفا من شبابها، بخلق فرص وشراكات في القطاع الخاص والبنكي، فضلا عن إشراكهم في الحكامة باستعمال التكنولوجيا الحديثة”.

وأفاد بوريطة أن بلاده تعمل لضمان توفير أفق واعدة للعمل لصالح الشباب الأفارقة على أن يكون هاجس الهجرة اختيارا حرا بالنسبة لهم وليس قضية إجبارية.

واعتبرت وزيرة خارجية غانا، شيرلي أيوركور بوتشواي، أن بلادها تتطلع لإقامة تبادل علمي وتقني بين الطلبة لإثراء القارة في سياق أجندة محددة للاتحاد الأفريقي.

وسجلت وجود 374 مليون شاب بحلول سنة 2050 سيكونون بحاجة لفرص عمل في ظل محدوديتها، خاصة أن التعليم العالي لا يمكن أن يوفر لهم مشاريع مناسبة للعيش.

من جهته، أشاد وزير الخارجية الموريتاني، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعمل المغرب على مدى 40 سنة من الدعم المخصص للطلبة الموريتانيين في جامعات ومعاهد في مختلف التخصصات، شكلت أجيالا من النخب فاقت البلاد لتشمل العديد من الدول الأفريقية.

وقال المسؤول الموريتاني:”التراكمات المسجلة في تكوين هذه النخب كفيلة بجعل أفريقيا مستقلة تعتمد على نفسها، لهذا أدعو كل الخبرات المقيمة بدول المهجر للعودة إلى أوطانها والمشاركة في تنميتها”.

وأوضح وزير خارجية غينيا، مامادي توري، أن التعاون جنوب – جنوب خيار استراتيجي لمواجهة تحديات عديدة، منها الإشكالات الأمنية والمجاعة والمديونية والتغيرات المناخية.

من جانبه، دعا وزير خارجية جزر القمر، أمين السويف، للحد من ظاهرة هجرة الأدمغة التي تستفيد منها دول أوروبا والتركيز على الانخراط في التنمية الحقيقية وتوفير بدائل ذات مصداقية للشباب، تحسبا من إمكانية لجوئهم للتطرف والإرهاب.

وطالب وزير الخارجية الغامبي، مامادو تانغارا، بمواجهة البلقنة بين دول أفريقيا والتركيز على التعليم العالي وتطوير الموارد البشرية.

وشهدت قمة الشباب الأفارقة الإطلاق الرسمي للمنصة الرقمية “Morroco-Alumni” التي أنجزتها الوكالة المغربية للتعاون الدولي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربةالمقيمين بالخارج، والتي تسمح بخلق فسحة تفاعلية للتواصل والتبادل بين الطلبة وخريجين أجانب لمعاهد ومؤسسات تعليمية مغربية.

وتعرف الدورة الحالية للقمة التي تمتد على مدى أربعة أيام مشاركة ألف فرد، يمثلون قطاعات مختلفة، من طلبة ومسؤولي جمعيات تعنى بالطلبة الأفارقة، فضلا عن أطر وكبار الشخصيات والمسؤولين من وزراء وسفراء يمثلون 52 بلدا أفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى