بنبعد الله: تدبير “كورونا” يفرض العودة لأفكار “اليسار”

في إطار نقاش داخلي مفتوح أطلقه "التقدم والاشتراكية"

نادية عماري

قال نبيل بنبعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي المعارض، إن تدبير أزمة “كورونا” يفرض الرجوع للأفكار اليسارية، كتوجه سياسي عالمي يضع مسؤوليات أساسية أمام الدولة الاجتماعية الديمقراطية.

وأفاد بنبعد الله، في مقطع فيديو، نشره عبر صفحة الحزب الرسمية بموقع”فيسبوك”، بوجود فرصة كبيرة لعودة اليسار بقوة في الظروف الحالية التي تعيشها البلاد ومختلف دول العالم، بعدما شهد تراجعا ملحوظا لتوجهاته.

وكشف بنعبد الله عن إطلاق الحزب لنقاش داخلي مفتوح يتقيد بالدستور وقوانين البلاد، بهدف مساعدتها على تحويل الأزمة الراهنة لفرصة للتقدم ومراجعة البديهيات، عبر طرح مجموعة من الإشكالات والأسئلة للاستئناس.

وقال بنبعد الله متسائلا: “هل صحيح أن البشرية كانت سائرة نحو استنزاف نفسها عبر الإمعان في استغلال الإنسان وتقديس الفردانية ووجود الخيرات بأيدي طبقات من دون استفادة باقي بلدان العالم، خاصة الفئات الهشة والمستضعفة؟”.

وتساءل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن نوعية الإصلاحات التي يتعين إدخالها لإقرار مبادئ السلم والأمن بين الشعوب مع مراعاة قدرة النماذج الحالية على التوفيق بين عناصر الإنسان والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

وقال بنبعد الله: “كيف يتعين تقييم التوجهات التي سارت في منحى انسحاب الدولة من معطى وظائفها الأساسية وهل نجحت الإيديولوجية الرأسمالية في صناعة الاستلاب الثقافي أم أن هناك أملا في استعادة الإنسان لقيم العيش المشترك، ثم كيف السبيل للتوفيق بين تطلعات الفرد وحرياته وهل الإنتاج الاقتصادي يخضع لمنطق حاجات الإنسان أم الربح فقط وما يفضي إليه من استنزاف البيئة والطبيعة والثروات”.

وأشار السياسي المغربي إلى ضرورة الاعتماد على التصنيع الداخلي باعتباره كفيلا بخلق مسار تنموي مستقل يغني البلادعن الاستغلال المفرط لقطاعات أساسية كالفلاحة والموارد المائية.

وزاد مبينا: “لماذا نستمر في الاعتقاد أن الفلاحة موجهة للتصدير وليس تلبية الحاجيات الداخلية، كفلاحة تضامنية موجهة للفقراء مما يدفع للتساؤل عن حدود المسؤولية الاجتماعية والبيئية المرتبطة بالإنتاج وتداول الخيرات”.

وتناول بنبعد الله مجالي الصحة والتعليم كقطاعات حيوية، تفرض ضرورة التفكير حول دور الدولة في إطار وظائفها الأساسية.

وطالب المتحدث المواطنين بتوخي الحذر واليقظة في ظل أزمة “كورونا” التي لم تنته بعد، مع الحرص على تبني أفكار واقتراحات إيجابية، تسعى لتحويل الأزمة لقوة مادية فاعلة ومبادرة.

وشدد بنعبد الله على دور المثقفين في رفع المستوى العام للحس الفني لدى عموم المواطنين وتأهيله ليكون عنصرا فاعلا في المسار التنموي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى