ناشطة مغربية تثير الجدل بسبب تدوينة حول الشرطة الفرنسية

عدها نشطاء تحريضا على الكراهية والقتل

نادية عماري

أثارت الناشطة المغربية، فاطمة الزهراء بنعمر، أخيرا جدلا كبيرا في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسية، بسبب تدوينة لها عبر “تويتر”، تطالب فيها بعدم تمكين أفراد الشرطة من الحصول على خدمات تمريضية واستشفائية، على خلفية تدخلهم العنيف لفض احتجاجات نظمها آلاف العاملين في القطاع من أجل تحسين المنظومة الصحية في أحد أحياء باريس.

واعتبر عدد من النشطاء التدوينة تحريضا صريحا على الكراهية، وتعريض حياة الآخرين للخطر والقتل بسبب الدعوة إلى عدم تقديم المساعدة لهم في حال وجودهم في وضعية صحية حرجة.

ودعا آخرون إلى طرد بنعمر من فرنسا بسبب ما وصفوه دعوات للعنف والتحريض على العنصرية، بما لا يليق بمنصبها كمسؤولة عن التواصل لدى عمدة باريس، وهو ما جعل السلطات الأمنية تتفاعل بسرعة مع تغريدات النشطاء، الذين قاموا بالتبليغ عنها، حيث أفادت بتقديم شكوى قضائية، في إشارة لرفضها رسائل الكراهية والتحريض ضد أفرادها والذي لا يمكن أن يظل من دون عقاب.

وحاولت بنعمر تبرير مانشرته عبر تدوينة في “فيسبوك”، توضح من خلالها تعاطفها مع العاملين في القطاع الصحي، من ضمنهم ممرضة تدعى” فريدة”، تم اعتقالها بشكل عنيف من طرف قوات مكافحة الشغب، لتتعرض للضرب والسحل في مشهد مروع هز الرأي العام الفرنسي.

وقالت بنعمر: “أنا أؤيد فريدة إنسانيا ولا أحتاج لمعرفة ما إذا كانت ممرضة حقا أو حتى درجة تفانيها في عملها أثناء الأزمة الصحية التي خلفتها كورونا، في كل مرة أشارك في مظاهرة ما، أعبر عن الشعور بالظلم والخوف الذي تتقاسمه معي كل أطياف الحركة الاجتماعية ضد قانون العمل الذي تم إقراره في 2016، لا أعرف مصير أصدقائي الموجودين في المظاهرة الأخيرة، ولا ما سيحدث لاحقا، علما أننا لم نرم بأي مقذوفات ولم نبد أي مشاعر للكراهية أو الازدراء بحق الشرطة، لنقابل بالضرب والغاز المسيل للدموع، في مشهد مروع اضطرنا لتغيير مسارنا في أكثر من مناسبة حتى لا يتم دهسنا وتعريضنا للخطر وتوجيه أصابع الاتهام لأننا اخترنا التعبير عن رأينا من دون قيود”.

وسبق أن تعرضت الناشطة المغربية لهجوم مماثل عبر مواقع التواصل الاجتماعي السنة الماضية، على خلفية انتقادها لطريقة التعامل المشين مع النساء في طواف فرنسا للدراجات.

وشجبت بنعمر التقليد المعتمد في الطواف بوجود فتيات مضيفات في نهاية كل مرحلة، يقدمن المساعدة للفائزين لارتداء أقمصتهم، في تصرف ينقص من قيمة وكرامة المرأة.

يذكر أن بنعمر ازدادت سنة 1983 في الرباط، وعرفت بنضالها من أجل مناصرة قضايا النساء، قبل أن تستقر في فرنسا سنة 2001 لمتابعة دراستها، انخرطت منذ 2009 في جمعية تعنى بحقوق النساء، لتصبح عضوا في مكتبها التنفيذي، تعنى بقضايا المساواة المهنية.

غادرت حزب اليسار بعد مشاركتها في الحملة الرئاسية لسنة 2012 لفائدة مرشحه جون لوك ميلونشون، لتقرر تكريس مسارها النضالي لفائدة قضايا المرأة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى