بركة: ما حققته البلاد من مكاسب يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، إن ما حققته البلاد من مكاسب يتطلب وحدة الصف وتعزيز الجبهة الداخلة لإعطاء هذه المكتسبات زخما في المستقبل.

وعبر بركة، في كلمة له، مساء الاثنين، بمناسبة تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، عن اعتزازه بالتطورات والانتصارات غير المسبوقة التي حفلت بها سنة 2020 في مجال تعزيز المكتسبات والإنجازات الوحدوية للبلاد، بفضل جهود الملك في الدفاع عن الحقوق الثابتة وتثمين مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الموصوفة أمميا بالجدية والمصداقية والواقعية.

وأشار بركة إلى أن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء يكتسي صبغة خاصة، لأنه صادر عن دولة وازنة ومؤثرة في المجموعة الدولية، وعضو دائم في مجلس الأمن بما يمثله ذلك من مغزى سياسي واستراتيجي على مستوى الانتصار لخيار التسوية السياسية وإرساء الأمن والاستقرار والتنمية بالمنطقة، ولأنه يرجح بقوة مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كخيار ديمقراطي، لتسوية هذا النزاع المفتعل.

وأوضح الأمين العام لحزب الاستقلال أن الاعتراف الأميركي شكل قطيعة مع الماضي الذي كان محكوما بسلسلة من الضغوط والتجاذبات ومخلفات الحرب الباردة، حيث صار اليوم ممكنا بهذا الاعتراف، التحلل من هذه الضغوط، وتسريع وتيرة الحل السياسي في إطار الحل الممكن، وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ودعا بركة الجزائريين لتخطي المعوقات الظرفية التي عطلت مسار الخيار الاستراتيجي في بناء اتحاد مغاربي شكل على الدوام مطمح كل الإرادات الخيرة في البلدين وفي كل أقطار المغرب الكبير تأمينا لمستقبل الأجيال المقبلة.

وطالب بركة بضرورة التعجيل بتشكيل الجبهة السياسية الموحدة للدفاع عن الوحدة الترابية، لتكون منصة لتنسيق آليات الترافع وتعزيز الدبلوماسية الشعبية والحزبية للتصدي للأطروحات الانفصالية ودفع دول أخرى وازنة للاعتراف بمغربية الصحراء ودفع الأمم المتحدة للانتقال من منطق الموائد المستديرة إلى منطق التفاوض حول أرضية الحكم الذاتي، فضلا عن الإسراع بتفعيل الجهوية المتقدمة بنقل الاختصاصات من الدولة لجهات الأقاليم وتمتيعها باختصاصات موسعة تراعي مبدأي التدرج والتمايز تمهيدا لإقرار مخطط الحكم الذاتي بهذه الأقاليم، وتعزيز الجيل الجديد من الاستثمارات في المنطقة بما يجعلها قطبا تنمويا واعدا واستثمار ما تزخر به من موارد بحرية وطاقية وسياحية وفلاحية، وكذا وضع إطار قانوني وتحفيزي مناسب في نطاق قانون المالية لتقوية الأقاليم الجنوبية وتحسين جاذبية الاستثمار بها، مع إحداث مؤسسة خاصة باستقبال المغاربة العائدين من تندوف لتتبع أحوالهم وحل مشاكلهم وإدماجهم في المجتمع المغربي.

وقال بركة:”نحن اليوم في أمس الحاجة إلى وطنية مجددة لتعزيز كيان الأمة ووحدتها بالالتفاف حول مقدسات البلاد وصيانة مكتسباته، وترسيخ روابط الانتماء للوطن وتوطيد دعائم التماسك الاجتماعي”.

وأفاد بركة بضرورة المشاركة المواطنة في مسلسل اتخاذ القرار وتقييم السياسات العمومية وتقوية ثقة المواطنين في الأحزاب السياسية وانتشال الشباب من النفور والإحباط في العملية السياسية وتعبئة انخراطهم في الواجب الوطني.

واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال أن السيادة الترابية لا تكتمل إلا بتعزيز الاستقلالية الاقتصادية وتقليص التبعية للخارج فيما يتعلق بالموارد والمواد الحيوية التي يحتاجها المواطنون وتحتاجها البلاد لمواصلة مسارها التنموي، والاعتماد على سياسات وطنية إرادية تدعم أساسا المنتوج المغربي، وتحصن الأمن الغذائي والمائي والصحي والطاقي والرقمي والمالي.

وقال بركة:”نتطلع إلى إنجاح محطة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بمنظومة انتخابية عصرية تفرز حكومة سياسية جديدة يطبع أداءها التجانس والانسجام والنجاعة، والانخراط القوي في منطق التغيير لتجاوز عقم السياسات المتبعة حاليا، بحكومة قادرة على التخطيط والاستباقية لربح رهانات مغرب ما بعد هذه الأزمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى