بنعبد الله: من واجب الدولة توفير بدائل اقتصادية لمدن الشمال عوض دفع سكانها للحريك والانتحار

طالب الحكومة ببلورة برنامج إصلاحي

قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه من واجب الدولة المغربية حكومة وجهة وسلطة توفير أنشطة اقتصادية بديلة لمدن الشمال عوض دفع سكانها للبحر والحريك والانتحار، وذلك عقب الإغلاق الفعلي لجميع المنافذ المدرة للدخل التي تعيش منها المدينة بعد جائحة كورونا.

وذكر بنعبد الله، السبت، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي للحزب، في تطوان، أن الأمر يهم مسؤولية لا يستغلها الحزب نظرا لانتمائه لصفوف المعارضة، بل كلام قاله وهو جزء من الحكومة السابقة في حلتها قبل 2017.

وأشار بنعبد الله أن تطوان مدينة تستحق الكثير، لكونها من المدن العريقة والتاريخية الكبيرة للمغرب، إلى جانب امتدادها التراثي العريق في التاريخ المغربي والتي تركت بصمات في الذاكرة المغربية الحية، وأنجبت جيلا من المناضلين الوطنيين كقطب الحركة الوطنية بالمنطقة الشمالية، كما قدمت للوطن الكثير من التضحيات والتزمت من خلال أبنائها بوطنيتها الراسخة.

وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية:” هي اليوم رغم المجهودات المبذولة، على مستوى تهيئتها الحضرية أصبحت أجمل وأرقى على مستوى شوارعها وتهيئتها الحضرية وأحيائها، ويتعين أن الغاية من التهيئة الحضرية وسياسة المدينة ليس فقط الاستثمار في الاسمنت المسلح وتزيين الشوارع والولوج للأحياء الهاشمية، هو أمر ضروري ومؤكد، لكن الهدف منه هو التحضير للظروف لنشاط اقتصادي واجتماعي قوي مدر للدخل للمواطنين قادر على خلق فرص الشغل يغير الواقع اليومي ويبعدنا على مظاهر البؤس دون السقوط في المأساوية المبالغ فيها، لذا من الضروري أن نتوجه لكل المعنيين من أجل التفاتة حقيقية للمدينة وكل الضفة الشرقية من المنطقة الشمالية، علما أن مدينة طنجة كذلك تحتاج لكثير من التطور أيضا، خاصة بعد تأثيرات الجائحة التي أوقفت عددا من النشاطات في مدن متقدمة”.

وأفاد أن الجماعة بإمكانها أن تكون نواة صلبة للدفع في هذا الاتجاه لبعث المدينة مجددا وتقديم الكثير.

وقال بنعبد الله متسائلا:”كم من حزب نظم لقاءات بعد الانتخابات الأخيرة على المستوى الوطني وحاول أن يستجمع كل الطاقات لجعلها قوة دافعة؟، نحن كحزب لا نكتفي بالحضور في الفترات الانتخابية فقط، ونلتمس من الأحزاب الوطنية أن تقوم بنفس الشيء لنرجع للحقل السياسي حضورها ومجدها في ظل المصداقية المفقودة ولاكتساب أحزاب قوية أكثر قادرة على لعب دور محوري في التأطير”.

وأضاف القيادي الحزبي:”في السبعينات كانت هناك حركة ثقافية وسياسية رغم التعرض مناضليها لمخاطر حقيقية واليوم علينا أن نرجع الساحة الوطنية لهذا المجد ولشحذ الطاقات الوطنية لخدمة مشروع النموذج التنموي”.

وسجل بنعبد الله وجود أغلبية واسعة لثلاثة أحزاب مكنتها من تشكيل حكومة بدون أي مشكل، بالإضافة إلى وجودها المكثف بمجلس النواب، بما يناهز 230 مقعد وكذا مجلس المستشارين، وتمكنها من تسيير جهات المملكة كاملة، بترؤسها لكل المدن الكبرى وعدد من المدن المتوسطة.

وأعرب بنعبد الله عن متمنياته للحكومة بالنجاح والتوفيق، على أساس بلورة حقيقية للبرنامج الإصلاحي، لافتا إلى أنه لا يريد للبلاد خمس سنوات أخرى من التراجع لأن من يؤدي الثمن هي الفئات المستضعفة والجهات النائية.

وقال الأمين العام للحزب:”الدولة الاجتماعية ليست شعارا بل فلسفة وتوجهات وسياسات عمومية، وكلما كانت هناك استراتيجيات ومراسيم وقرارات وقوانين تذهب في هذا الاتجاه سنصوت عليها رغم كوننا في المعارضة”.

وذكر بنعبد الله أنه لا يمكن الاعترف للساحة السياسية بدورها إذا استمرت الأمور على هذا الأساس، في غياب التواصل الحكومي، خاصة أن هذه الحكومة ليست مكتب دراسات بل جسد سياسي قادر على تعبئة المواطنين على مشروع إصلاحي والنزول للساحة لبلورته على أرض الواقع.

وقال القيادي الحزبي:”المغرب عليه أن يكون من أول الدول التي تستثمر في المستقبل مباشرة بعد التعافي من وباء كورونا، وهو ما سيمكننا من تحقيق نسبة نمو متقدمة واستغلال إمكانيات السوق العالية لخلق فرص الشغل وتحسين الدخل وتمويل الدولة الاجتماعية والتعليم والتغطية الاجتماعية”.

وجدد بنعبد الله تندديه ب”تسونامي” الأموال في الانتخابات الأخيرة من خلال توظيف أموال طائلة لنيل أصوات الناخبين.

وأضاف بنعبد الله:”لم نستطع تقديم الدعم المالي للصمود ومع ذلك حققنا نتائج مرضية، ومن هنا يتضح ضرورة تسخير الأحزاب للإمكانيات والفضاءات المتاحة لإعادة الثقة في جدوى النضال والتضحية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى