مناوشات بين مثقفين تونسيين

بعد تهديد أحدهما للآخر باللجوء للقضاء

مازالت الصراعات مستمرة بين الكاتب والروائي التونسي حسونة المصباحي والشاعر التونسي المنصف الوهايبي، وذلك بعد تهديد الأخير باللجوء للقضاء، على خلفية ورود اسمه في تصريحات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من طرف مواطنه المصباحي، الذي لطالما وصفه بكونه ينتمي لأشباه المثقفين الذين يفتقدون للأخلاقيات الأدبية.

وقال المصباحي في تدوينة نشرها اليوم ب”فيسبوك”:”للمنصف الوهايبي، أقول ما يلي، اللجوء إلى نص لأولاد أحمد مدعيا أنه كتبه لشتمي كذب على الأموات، ودليل آخر على مستواك الأخلاقي المنحط دائما خصوصا وأنه لا يوجد في النص ما يمكن أن يشي بأن اولاد أحمد يقصدني أنا تحديدا.  فلماذا تحمله ذنبا وهو يرقد في “الجلاز” منذ خمس سنوات؟ أليس هذا تعديا على مفهوم الشعر ذاته؟   وأنت تعرف جيدا أن أولاد  أحمد  كتب نصا يسخر فيه من شعرك الذي يبدو وكأنه قصيدة واحدة تتكررها طوال الوقت مثل أغنية رتيبة تمجها الأسماع..فلماذا لا تنشر هذا النص الذي يذكرك فيه بالاسم واللقب والصفة؟؟؟”.

وأضاف المصباحي:”وأنت تعرف أني كتبت عن اولاد احمد كتابا بعنوان: أحلام أولاد احمد الضائعة. وهو ما لم تفعله  لا انت ولا غيرك. وأنا أعرف انك كنت تغار من اولاد أحمد وكنت تعتبر شعره سخيفا لكنك لم تكتب  لتعلن عن  ذلك لأنك جبان ولا تفصح عن رأيك الحقيقي أبدا  حفاظا على مصالحك”.

واعتبر المصباحي أن انتهازية الوهايبي دفعته إلى تأليف كتابين لم تنشر أي واحد منها. الأول في ذمّ أدونيس، يستعين به في الندوات المخصصة للنيل منه. وآخر في مدحه مخصص للندوات التي تمجد دوره الريادي في الثقافة العربية.

الشاعر التونسي المنصف الوهايبي

وزاد موجها كلامه للوهايبي:” ومثل هذا السلوك دليل على أنك بلا مبدأ وبلا أخلاق لأن ما يحركك فعلا ليس الشعر، بل المصلحة المادية لا غيرها. تعلم جيدا أني كتبت نصا في التسعينات من القرن الماضي بعنوان: أم الأربع والأربعين كاشفا فيه ألاعيبك وأكاذيبك وثقافتك السطحية وبخلك الذي يتجاوز بخلاء الجاحظ الى درجة أنك تمرض حين تدفع ثمن قهوة واحدة لصديق. وتعرف أني دافعت عنك خطأ لما وصفك الراحل عبد الوهاب المودب ب”الثور المتخم بالتبن”، وتعرف أنك دعيت إلى مهرجانات وندوات في بلدان عربية وأوروبية بفضلي  لكنك تتجاهل ذلك دائما لأنك ناكر للجميل مذ خلقت”.

وأضاف المصباحي:”أخيرا وليس آخرا: أنت تدعي أنك روائي… والحال أنك  أبعد ما تكون عن هذه الصفة… الأفضل لك أن  تنصرف إلى أعمالك الفلاحية وأن تكف عن خداع الناس والكذب عليهم لأن الشعر أسمى من أن يكتبه واحد مثلك…كن بخير أيها المسكين”.

وذكر الكاتب التونسي في تدوينة سابقة أن أمثال الوهايبي الذين يشرفون  الآن على المشهد الثقافي والمؤسسات الثقافية وعلى  المجلات الثقافية في تونس هم مجموعة من المتحيلين والمرتزقة والجهلة الذين يجدون الدعم والمساندة من وزارة الثقافة ويدعون إلى المهرجانات والندوات الكبيرة والصغيرة.

وانتقد المصباحي تهديده باللجوء للقضاء، مسجلا أن المعارك الأدبية  حتى عند بلوغ أقصى ذروتها لا علاقة لها بالقضاء، مستدلا بطه حسين الذي لم يرفع دعوى قضائية ضد أعدائه في معاركه الأدبية الكثيرة، ممن نعتوه ب”الأعمى”، وشهّروا  بزواجه من أجنبية، فضلا عن العقاد الذي هوجم من كثيرين لكنه رد عليهم بالقلم، وكذا فعل الشابي والبشير خريف  أدونيس وغيرهم من كبار الأدباء والشعراء العرب،  وسمح الروائي الفرنسي العظيم سيلين لنفسه بنعت سارتر ب”الأعور القميئ”، وكامو ب”الثور الهائج”، لكن لا هذا ولا ذاك، رفعا قضية ضده.

وقال المصباحي:”عندنا في تونس أشباه مثقفين وكتاب وشعراء جلهم بلا مستوى أخلاقيا أو أدبيا. لكن حين توجه نقدا إلى سلوكياتهم المشينة، وتفضح حيلهم وألاعيبهم، يهددونك باللجوء إلى القضاء, فليكن. وهم لا يدرون أنهم هم الخاسرون في آخر المطاف لأن الأدب هو المنتصر في النهاية على التحايل والسمسرة والسطحية والبؤس الثقافي”.

وسبق أن اتهم المصباحي الوهايبي، في حوار له قبل حوالي سنة ونصف،  بكونه”الشاعر الحقود”، المعروف بأ حقاده الدفينة وأهدافه المادية فقط وليس الشعرية أو الفنية كما يروج عن نفسه.

وراج أخيرا حدوث مصالحة بين الطرفين في محاولة لإنهاء هذا الصراع المحتدم قبل أن يطفو مجددا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع نشطاء ومثقفين تونسيين لإطلاق نداء ومبادرة للصلح لحفظ وجه الثقافة التونسية خاصة أن الخصام يهم مواطني نفس البلد وصورتها الخارجية على المستوى الأدبي والثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى