“إيكو” .. 10 أسئلة لفهم عملة غرب أفريقيا “الجديدة”
أعلنت دول غرب إفريقيا التي تستخدم “الفرنك الأفريقي”، وهو عملة من بقايا الاستعمار الفرنسي، أن إصلاحات “جوهرية” سيتم إدخالها على العملة القديمة مع بداية العام المقبل (2020)، من أبرزها تغيير الاسم ليصبح (إيكو).
الإصلاحات تأتي بعد 8 أشهر من المفاوضات بين هذه الدول الأفريقية وفرنسا، وأعلن عنها من طرف رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا، السبت الماضي، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر في مؤتمر صحفي بمدينة أبيدجان أن هذه الإصلاحات “تاريخية”.
هل (الإيكو) عملة جديدة؟
لا تعد (الإيكو) عملة جديدة،بحسب تصريحات واتارا وماكرون، وإنما مجرد إصلاحات سيخضع لها (الفرنك الأفريقي)، ولكنها “إصلاحات جوهرية” كثيراً ما كانت مطلباً لدى مناهضي الاستعمار وبقاياه.
ما هي أبرز هذه الإصلاحات الجوهرية؟
ثلاثة إجراءات بارزة أولها تغيير الاسم، ليصبح (الإيكو) بدل (الفرنك الأفريقي)، أما الإجراء الثاني والأهم فهو التوقف عن إيداع 50 في المائة من الاحتياطي النقدي لدى الخزانة الفرنسية، إذ كان (الفرنك الأفريقي) يفرض على دوله إيداع نصف احتياطيهم النقدي لدى البنك المركزي الفرنسي.
الإجراء الثالث، هو انسحاب فرنسا من الهيئات الحاكمة للإيكو، بعد أن كانت ضمن هيئات تحكم وتدير (الفرنك الأفريقي).
ما هي الدول التي تستعد لاستخدام الإيكو؟
هي 8 دول أعضاء في الاتحاد النقدي والاقتصادي لغرب إفريقيا، وكانت تستخدم “الفرنك الأفريقي” منذ حقبة الاستعمار الفرنسي.
وهذه الدول هي: بنين، وتوغو، وبوركينا فاسو، ومالي، و كوت ديفوار، والنيجر، وغينيا بيساو، والسنغال.
متى سيبدأ العمل بالإيكو؟
لقد استمر التحضير لهذه الإصلاحات أكثر من 8 أشهر، شهدت مفاوضات طويلة مع الفرنسيين، وقد استقر أمر دول الاتحاد النقدي والاقتصادي لغرب إفريقيا على أن العملة الجديدة سيتم إطلاقها في شهر يناير 2020.
هل لا يزال الفرنك مستعملاً في أفريقيا؟
لا تزال هنالك ست دول في وسط أفريقيا تستخدم (الفرنك الأفريقي)، ولكن هذه الدول تشكل منطقة نقدية مستقلة عن المنطقة النقدية في غرب أفريقيا.
وهذه الدول هي: تشاد، الكاميرون، الكونغو، الغابون، غينيا الاستوائية، أفريقيا الوسطى.
ما هي علاقة الإيكو باليورو؟
لقد كان (الفرنك الأفريقي) مربوط بسعر ثابت مع اليورو (اليورو الواحد يعادل 655.95 فرنك أفريقي)؛ وتشير الإصلاحات الأخيرة إلى أن (الإيكو) سيكون هو الآخر مربوطاً باليورو، ولكن يمكن أن يتغير السعر عندما يتم طرح “الإيكو” للتداول.
ما مستقبل الإيكو؟
تسعى الدول المستخدمة لعملة الإيكو لأن يتم توسيعه خلال السنوات المقبلة ليشمل جميع دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (15 دولة)، ولكن نيجيريا التي تمثل قرابة ثلثي الناتج المحلي الخام لهذه المنطقة، لا تزال متحفظة على الإيكو.
نيجيريا ودول أخرى ناطقة باللغة الانجليزية، ترى أن الإيكو مجرد خطوة لفك الارتباط مع فرنسا، ولكنها خطوة غير كافية إذ أن فرنسا لا تزال هي الضامنة للإيكو.
هل واجهت عملة الإيكو انتقادات؟
نعم، العديد من الأفارقة ومناهضي الاستعمار، اعتبروه مجرد محاولة لإطالة أمد ارتباط الدول الأفريقية بفرنسا، وتساءل العديد من الاقتصاديين الأفارقة عن مستقبل احتياطات الذهب الأفريقي الموجودة في البنك المركزي الفرنسي.
وكتبت العديد من المقالات المتخصصة التي رفضت أن يكون إطلاق عملة الإيكو يعني “موت الفرنك الأفريقي”.
بينما ذهب آخرون إلى القول إن اعتماد “إصلاحات” لعملة الفرنك الأفريقي كان بمثابة توقيع على شهادة وفاة مشروع الاندماج النقدي الاقتصادي لدول غرب أفريقيا.
ما هي التحديات أمام الإيكو؟
إن الأحاديث والنقاشات التي أثارها إعلان موعد انطلاق (الإيكو) كشف عن تحديات كبيرة تواجه هذه العملة، من أبرزها توفر سوق عمل كبيرة ومتكاملة تسمح للعمال بالتحرك بسهولة في جميع أنحاء الاتحاد النقدي لسد فجوات التوظيف، بالإضافة إلى المرونة في الأسعار والأجور وحركة رأس المال، مع وجود آلية مركزية للتحويلات المالية إلى البلدان التي تعاني نتيجة لحركة العمالة ورأس المال.
ما موقف صندوق النقد الدولي من الإيكو؟
صندوق النقد الدولي رحب بالإصلاحات التي خضع لها (الفرنك الأفريقي)، وقال إنها “خطوة رئيسية لتحديث الترتيبات القائمة منذ فترة طويلة” بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وفرنسا.
واعتبر صندوق النقد الدولي في بيان صحفي أنه على استعداد لتقديم الدعم لتطبيق هذه الإصلاحات.