فنانون مغاربة يتهمون وزارة الثقافة بممارسة “التبخيس” و”العزل”
نادية عماري
أحداث متسارعة تشهدها الساحة الفنية بالمغرب، عقب بيان أصدرته وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أخيرا، حول دعم فرق مسرحية مشاركة في مهرجان المسرح العربي بالأردن، والذي وصفته النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، بالمنافي الحقيقة، مما يشكل استهدافا غير مبرر لقيادتها ومحاولة تبخيس عملها الوازن منذ ربع قرن.
وقالت النقابة في بيان لها، تلقى”صحراء ميديا المغرب”، نسخة منه، إنها تتعرض لمحاولة عزلها، من خلال لجوء الوزارة إلى ما وصفته بلقاءات مع الوزير في غياب أدنى شروط نجاحها.
وأعلنت عزمها عقد دورة عاجلة واستثنائية للمجلس المركزي، في فبراير المقبل، لاتخاذ القرارات المناسبة، وفقا لمبادئ النقابة ومنهجيتها الديمقراطية.
وأشارت إلى ضرورة تحديد منهجية دقيقة، تمكن من تنزيل المقترحات، عبر لجن مشتركة وأجندة واضحة، خاصة أن بنك معطيات الوزارة غني بتصورات عملية للنقابة، قطع بعضها أشواطا متقدمة في تنزيله.
وتعود فصول القضية حينما صرح رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، بعدم تخصيص دعم للفرق المسرحية المشاركة في الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي في عمان، بالأردن، وهو ما ردت عليه الوزارة في بيان سابق لها، حينما وصفت تصريحات بوحسين بـ”المؤسفة”، والتي تتعمد الإساءة إلى جهود دعمها الدائم لكل الفرق المسرحية وللمسرح المغربي.
وأفادت بدعمها للفرق الفنية المغربية، استجابة للطلبات المقدمة، منها ماتقدمت به فرقة “أكون للثقافات والفنون” وفرقة “المسرح المفتوح”، ليتم تخصيص مبلغ 40.000 درهم لاقتناء العرضين المعنيين، 20.000 درهم لكل عرض (دون احتساب الضريبة).
من جانبهما، قالت الفرقتان المسرحيتان إنّهما تلقّتا بـ”بالغ الاستغراب” ردّ وزارة الثقافة والشّباب والرّياضة على ما صرّح به بوحسين، في محاولة للضرب في مصداقيته.
وقالت الفرقتان إنّ ذكر الوزارة للمبالغ الإجمالية المخصّصة لدعم الفرقتين لمدّة ثلاث سنوات “يفضح بشكل واضح نيّتها المبيّتة لتوظيف الفرقَتَين من أجل تمرير معلومات ترمي إلى الإساءة إليهما، ومن خلالهما الإساءة لكافّة الفرق المدعّمة.
وأوضحت الفرقتان أنّ الوزارة لا توزّع على الفنّانين سوى الفقر، ردّا على بعض المقاربات الشّعبويّة التي ترى في الدّعم العموميّ الموجّه للمسرح ثروة، وهي نفس المقاربة التي يوظفها جهاز حكومي مسؤول، لتصفية حساباته مع المسرحيّين كما لو كانوا خصوما لا شركاء في تنزيل المهامّ الدّستورية للوزارة.