وسائل الإعلام المغربية تكيف برمجتها مع حالة الطوارئ الصحية

نادية عماري

طالبت الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي في المغرب، مقدمي الخدمات الإذاعية والتلفزيونية، بتعزيز جهود اليقظة على مستوى المواكبة الإعلامية لمختلف أوجه وتداعيات الأزمة الوبائية لكورونا.

وأشارت الهيئة، في تقرير لها، إلى أوجه وخصائص المجهود الإعلامي الذي بذلته الخدمات الإذاعية والتلفزيونية المغربية من خلال تغيير البرمجة وتكييف مضامين البرامج لاستيعاب متطلبات حالة الطوارئ الصحية، في سياق التعبئة الوطنية لمكافحة تفشي الوباء.

وأفادت الهيئة في التقرير الذي صادق عليه المجلس الأعلى للاتصال المسموع والمرئي، في اجتماعه عن بعد، الجمعة، بضرورة الاحتراس من احتمال وصم المصابين أو المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، والحرص على صون كرامتهم وحمايةحياتهم الخاصة وحقهم في الصورة، مع تفادي كشف هوية من يشتبه في مخالفته لقرارات السلطات العمومية لحالة الطوارئ الصحية، واستحضار واجب التمييز بين عرض وانتقاد المخالفات المرتكبة والتحريض ضد من يشتبه في ارتكابها.

ودعا التقرير لتجنب المعالجة المبنية على الإثارة في الربط بين مدن وأحياء بعينها وارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، من دون الإخلال بضمان حق المواطن في الخبر وشفافية توفير المعطيات بخصوص الحالة الوبائية بالبلاد.

وشدد على ضرورة أخذ التدابير اللازمة للتأكد من توفر الأهلية العلمية والمهنية للأشخاص المدعوين في البرامج لشرح المعطيات العلمية المتعلقة بطبيعة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وطرق انتشاره وسبل الوقاية والعلاج منه، وكذا الامتناع عن تشخيص الحالات المرضية وإعطاء وصفات علاجية على الأثير أو عبر البرامج التلفزيونية، فضلا عن توسيع نطاق التناول الإعلامي لموضوع الوباء بالتطرق لأبعاد أخرى اقتصادية واجتماعية، بهدف الإسهام في تقويض الشعور بالقلق داخل المجتمع ودعم ثقة المواطنين في الفعل العمومي المرصود لتدبير هذا الظرف الطارئ، والتحفيز على انخراط الجميع.

وأكدت الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي على تعزيز استثمار التغطية الجهوية للخدمات الإذاعية، الخاصة والعمومية، الموزعة على مجموع التراب الوطني، لتعزيز إعلام القرب، مجاليا ولغويا، وذلك من خلال نقل واقع وتداعيات الوباء بمختلف جهات المغرب، بما فيها المناطق النائية، وتمكين المواطنين أينما تواجدوا فوق التراب الوطني، بتنوعه اللغوي والثقافي، من التعبير عن تجربتهم وتفاعلهم مع هذا الظرف الاستثنائي.

ودعت الهيئة لتوظيف لغة الإشارة في وصلات توعوية وبرامج ذات مصلحة عامة لها صلة بوباء كورونا، مع العمل، حسب الإمكانات المتاحة، على تطوير ولوج هذه الفئة من الجمهور إلى هذه البرامج بتوفير النص المكتوب على الشاشة والمرافق للصور والمشاهد المبثوثة، إضافة إلى اهتمام إعلامي أكبر بوضعية المهاجرين واللاجئين المقيمين بالمغرب، بشكل يتلاءم وأهمية القرار السياسي والإنساني الذي اتخذته البلاد بتوفير الرعاية الطبية والحماية الاجتماعية والاقتصادية لفائدتهم ضد هذا الوباء.

وأكدت على تطوير مضامين مسموعة ومرئية للرفع من مستوى يقظة المواطنين إزاء الأخبار الزائفة المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري.

وطالبت مقدمي الخدمات الإذاعية والتلفزيونية بإشعار الجمهور في حينه ببث العروض والبرامج الفنية التي جرى تسجيلها قبل انتشار كورونا، درءا للاعتقاد بأنه لا تحترم فيها الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية ضد الوباء، مع الحرص على تقديم برامج ثقافية وترفيهية في الوضعية الحالية.

ودعا المصدر ذاته لتقاسم جزء من مجهود الاستقاء الميداني للأخبار وإنجاز المضامين ذات الصلة بالوباء بين قنوات الخدمة العمومية، اختزالا لحركية الصحفيين وتقليصا لتنقل فرقها التقنيةوتخفيفا للضغط اللوجيستيكي في هذا الظرف الاستثنائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى