بنموسى يكشف حقيقة تقديمه لتقرير لجنة النموذج التنموي لسفيرة فرنسا

مطالب باستقالته من رئاسة اللجنة الخاصة النموذج التنموي

نادية عماري

خرج شكيب بنموسى، رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، وسفير المغرب لدى فرنسا، عن صمته ليوضح حقيقة تقديمه لتقرير مرحلي عن عمل اللجنة الخاصة لفائدة سفيرة فرنسا لدى المغرب، هيلين لوغال، وذلك بعد الجدل الواسع الذي أثارته تدوينتها بشأن اطلاعها على التقرير المذكور.

ونفى بنموسى في تصريح إعلامي حديثه عن أي تقرير مرحلي للجنة خلال اجتماع عن بعد جمعه بالسفيرة، أمس الجمعة، تناول مهمة اللجنة الخاصة، فضلا عن العلاقات المغربية – الفرنسية.

وقال بنموسى إن العاهل المغربي الملك محمد السادس هو المعني بالحصول على تقرير عمل لجنة النموذج التنموي وليس أحدا آخر غيره.

وخلفت تغريدة السفيرة الفرنسية لدى المغرب سخطا عارما في أوساط المحللين السياسيين والرأي العام فضلا عن عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان المحلل السياسي ميلود بلقاضي، قد قال ل”صحراء ميديا المغرب”، إنه لا أحد يمتلك صحة المعلومة إن تم بشكل فعلي تقديم تقرير اللجنة للسفيرة أم أن اللقاء اقتصر على محادثات عادية جرت بها العادة.

وأشار بلقاضي إلى مسؤولية بنموسى في الخروج عن صمته بشكل رسمي للتوضيح من أجل إيقاف التأويلات والإشاعات التي تؤثر على الرأي العام، علما أن الأمر ليس هينا، إذ يتعلق بتدبير مشروع استراتيجي، مما يلزم بنموسى بالتعبير عن رأيه دستوريا، عن طريق إصدار بيان وليس تكليف مستشار في التواصل بالحديث، وتهديد المغاربة بالمتابعة القانونية جراء نشر الخبر، مما يمثل تهديدا للالتزامات الفكرية والأخلاقيات السياسية.

وزاد بلقاضي مبينا: “اللجوء لمستشار في التواصل أمر مرفوض أخلاقيا وسياسيا ودستوريا، وعلى بنموسى التحلي بالجرأة اللازمة ليؤكد أو ينفي تقديم التقرير المذكور ببيان واضح، فالتزامه الصمت احتقار وخذلان للشعب المغربي، علما أنه لا يملك الحق في ذلك إن ثبت فعليا، فالنموذج التنموي ليس ملكا لأحد بل ملك للمجتمع”.

وقال بلقاضي: “كيف يعقل لدولة مستقلة أن تقدم مشروعا يهم المغاربة لدولة أخرى؟، إلا إذا كان اللوبي الفرنسي ما زال متحكما في المغرب”.

وطالب المحلل السياسي، عبد الرحيم منار السليمي، باستقالة بنموسى من رئاسة لجنة النموذج التنموي لإنقاذ عملها، في ظل ارتكابه لمجموعة من الأخطاء الجسيمة، منها المساس بسيادة الدولة لأنه اختار سفيرة دولة أجنبية فوق التراب المغربي لإخبارها بخطوات ومراحل عمل اللجنة ، وكأن البلاد في مرحلة الحماية أو الوصاية، مما يشكل أمرا خطيرا مخالفا لجميع القواعد الدبلوماسية وتجاوزا للمؤسسات الدستورية.

وندد السليمي في مقال له المس بشعور الأمة المغربية وهي تستعد للخروج إلى مرحلة ما بعد الوباء بنموذج تنموي بات يسمى الآن “النموذج التنموي لما بعد الوباء “لأن الظرف تغير.

وقال السليمي: “بنموسى أثر على صورة النموذج التنموي الذي يجري إعداده، بمنح فرصة كبيرة للكثيرين ليبدؤوا من الآن في ضرب صورة مجهود كبير تقوم به اللجنة، في الوقت الذي كان عليه أن ينتبه بأنه ليس بصدد إعداد أفكار وإنما نموذج تنموي سينظم علاقة الدولة بالمجتمع لسنوات طويلة مقبلة.

من جهته، انتقد النائب ووزير السياحة الأسبق، لحسن حداد، الحاجة إلى دعم واستشارة الجانب الفرنسي لشيء يخص المغاربة، مما يجعل الأمر غير قابل للاستيعاب والفهم.

وندد المدير التقني والمسؤول عن برنامج التنمية بالكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى، عزيز داودة، اطلاع السفارة الفرنسية بمستجدات وطنية وكأن الشعب المغربي غير معني بما يدور حوله من مستجدات تهم قضاياه.

وأشارت لجنة النموذج التنموي إلى أن بنموسى أجرى محادثة مع لوغال بطلب منها، على غرار لقاءات سابقة مع سفراء لبلدان صديقة وممثلين لمؤسسات دولية.

وقالت اللجنة في توضيح لها نشرته عبر صفحتها الرسمية في”تويتر” إن اللقاء شكل فرصة لتناول العلاقات بين المغرب وفرنسا وبين أفريقيا وأوروبا بعد “كوفيد-19″، ونتائج هذه الأزمة والتحديات التي تمثلها.

يذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، وافق على تمديدالمهلة التي تم تحديدها للجنة الخاصة بالنموذج التنموي لمدة ستة أشهر إضافية، بهدف تمكينها من تعميق أشغالها حول التبعات المترتبة عن وباء “كوفيد-19″، على أن يتم رفع التقرير النهائي في أجل أقصاه بداية يناير 2021.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى