بوريطة يتهم الجزائر بمواصلة تغذية الانفصال وزعزعة الاستقرار الإقليمي

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين، إن دولة مجاورة تواصل تغذية الانفصال بالرغم من الظروف الاستثنائية الحالية، وتحويل موارد ساكنتها لفائدة مبادرات تروم زعزعة الاستقرار الإقليمي.

وأعرب بوريطة، في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي، باسم المملكة المغربية أمام قمة مجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز، عن أسفه لاستمرار دولة مجاورة “على الرغم من الظروف الاستثنائية الحالية، في تغذية الانفصال وذلك في خرق للمبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز”، في إشارة إلى الجزائر.

وزاد بوريطة منتقدا الجزائر أنها “عوض أن تستعمل مواردها لتحسين الوضعية الهشة لسكانها في سياق جائحة “كوفيد-“19، تعمل على تحويل هذه الموارد بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي”، ويأتي موقف بوريطة ردا على إثارة الجزائر لقضية الصحراء خلال هذا الاجتماع.

وذكر بوريطة في اللقاء المخصص لتدارس سبل مكافحة الجائحة، بالدعوة الاستشرافية والمستنيرة التي أطلقها الملك محمد السادس خلال القمة الرابعة عشرة للحركة سنة 2006، وقال: “نحن بحاجة إلى إرساء آليات للتفكير والاقتراح والتشاور لتحقيق الرهانات ومواجهة التحديات التي تعترضنا جراء الحروب، والنزاعات الداخلية، والفقر، والأوبئة، والتهديدات الإرهابية”، مسجلا أن نداء الملك الموجه إلى ثاني أهم تجمع للدول بعد منظمة الأمم المتحدة، “يصدح بقوة، أكثر من أي وقت مضى، في السياق الراهن”.

وأبرز بوريطة بأن المجتمع الدولي في مواجهته لجائحة “كوفيد-19″، لا يخضع لاختبار المقاومة فحسب، وإنما يقف أيضا أمام نقطة تحول رئيسية، لافتا إلى أن التحديات العالمية ألهمت على الدوام استجابات واسعة النطاق.

واعتبر المسؤول المغربي أن كورونا “لحظة حاسمة أخرى في التاريخ: أزمة إنسانية تدعو الإنسانية إلى اختبار مرونتها، وتقديم أفضل ما لديها، وذلك مع التشبث بتعددية الأطراف”.

وبخصوص تجربة المغرب في مكافحة الجائحة، أوضح بوريطة أن الاستجابة المغربية قامت على خمسة مبادئ، حددها الملك محمد السادس في التضامن؛ والاستباق؛ والوقاية؛ والمقاربة الشاملة وإعطاء الأولوية للمواطنين، خاصة الأكثر هشاشة.

وأضاف أن المغرب سعى بقيادة الملك، إلى تحسين “نظامه الصحي والتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية للأزمة، مستعرضا أمام القمة استراتيجية المغرب لمكافحة “كوفيد-19″، والذي كان من أوائل البلدان التي أغلقت مجالها الجوي”، موضحا أنه بمجرد رصد الحالات الأولى، أعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية.

كما سجل بوريطة بأن بلده وجه الموارد الداخلية المتاحة للصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد-19، والذي تم إحداثه بمبادرة من الملك، مشيرا إلى أن الزخم الكبير للتضامن الوطني أعطى حتى الآن أزيد من “3,5 مليار دولار أمريكى للصندوق الخاص”، وأضاف أن 5,1 مليون أسرة -يشتغل الكثير منها في القطاع غير المهيكل- استفادت من الإعانات المالية المباشرة.

وأشار بوريطة إلى أنه وفقا لروح التضامن والتفاؤل الإفريقي، أطلق الملك محمد السادس مبادرة تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة. ويتعلق الأمر ب”مبادرة واقعية وعملية تسمح بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة”.

يشار إلى أن حركة عدم الانحياز، التي تتكون من 120 بلدا، تعتبر ثاني أكبر تجمع للدول بعد منظمة الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى